الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    2 - باب منع التطهير بالنبيذ

                                                                                                                                                                    [ 427 / 1 ] قال أبو يعلى الموصلي: ثنا أبو خيثمة، ثنا وكيع، ثنا أبي، عن أبي فزارة، عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث، عن عبد الله بن مسعود "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ليلة الجن: هل عندك طهور؟ قال: لا، إلا شيء من نبيذ في إداوة، فقال: هذه ثمرة طيبة، وماء طهور" .

                                                                                                                                                                    [ 427 / 2 ] قلت: رواه أبو داود في سننه بلفظ: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن: ما في إداوتك - أو ركوتك؟ قلت: نبيذ. قال: ثمرة طيبة، وماء طهور" . [ ص: 271 ]

                                                                                                                                                                    وكذا رواه الترمذي، وزاد: "فتوضأ منه " .

                                                                                                                                                                    ورواه البيهقي في سننه من طريق أبي فزارة به ... فذكره مطولا جدا.

                                                                                                                                                                    وأحمد بن حنبل وسيأتي في علامة النبوة، في باب اختصام الجن.

                                                                                                                                                                    قال البيهقي: قال البخاري: أبو زيد هذا مجهول، لا يعرف بصحبة عبد الله بن مسعود.

                                                                                                                                                                    وقال الترمذي: إنما روى هذا الحديث عن أبي زيد، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث، لا يعرف له كثير رواية غير هذا الحديث.

                                                                                                                                                                    قال: وقد رأى بعض أهل العلم الوضوء بالنبيذ، منهم: سفيان وغيره، وقال بعض أهل العلم: لا يتوضأ بالنبيذ. وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق، وقال إسحاق: إن ابتلي رجل بهذا، فتوضأ بالنبيذ وتيمم أحب إلي.

                                                                                                                                                                    قال الترمذي: وقول من يقول: "لا يتوضأ بالنبيذ" أقرب إلى الكتاب وأشبه؛ لأن الله - تعالى - قال: ( فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا ) .

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية