1823  - وجادل  عمر بن الخطاب  رضي الله عنه اليهود  في جبريل  وميكائيل  عليهما السلام  ، قال جماعة من المفسرين : كان لعمر  أرض بأعلى المدينة  فكان يأتيها وكان طريقه على موضع مدارسة اليهود  وكان كلما مر دخل عليهم فسمع منهم وأنه دخل عليهم ذات يوم فقالوا : يا عمر  ، ما من أصحاب محمد  أحد أحب إلينا منك ، إنهم يمرون بنا فيؤذوننا وتمر بنا فلا تؤذينا ، وإنا لنطمع فيك، فقال لهم عمر   : أي يمين فيكم أعظم ؟ قالوا : الرحمن ، قال : فبالرحمن الذي أنزل التوارة على موسى  بطور سيناء  ، أتجدون محمدا  عندكم نبيا ، فسكتوا قال : تكلموا ما شأنكم ؟ والله ما سألتكم وأنا شاك في شيء من ديني ، فنظر بعضهم إلى بعض فقام رجل منهم فقال : أخبروا الرجل أو لأخبرنه قالوا : نعم إنا لنجده مكتوبا عندنا ولكن صاحبه من الملائكة الذي يأتيه بالوحي هو جبريل  ، وجبريل  عدونا وهو صاحب كل قتال وعذاب وخسف ولو أنه كان وليه ميكائيل  لآمنا به ، فإن ميكائيل  صاحب كل رحمة وكل غيث قال : فأنشدكم الرحمن الذي أنزل التوراة على موسى  أين ميكائيل  وأين جبريل  من الله عز وجل ؟ قالوا : جبريل  عن يمينه وميكائيل  عن يساره ، قال عمر   : فأشهد أن الذي هو عدو للذي عن يمينه عدو للذي عن يساره ، والذي هو عدو للذي عن يساره عدو للذي عن يمينه ، وأنه من كان عدوا لهما فإنه عدو لله ، ثم رجع عمر  ليخبر النبي صلى الله عليه وسلم فوجد جبريل  عليه السلام قد سبقه بالوحي ، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه ( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين  من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين   ) الآيات ، فقال عمر   : والذي بعثك بالحق ، لقد جئت وما أريد إلا أن أخبرك ، فهذا مما صدق الله عز وجل فيه قول عمر   " واحتجاجه ، وهو باب من الاحتجاج لطيف مسلوك عند أهل النظر وتركنا إسناد هذا الخبر وسائر ما أوردناه من الأخبار في هذا الباب والباب الذي قبله وبعده ؛ لشهرتها في التفاسير والمصنفات ، .  [ ص: 958 ] 
				
						
						
