الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1836 - أخبرنا أحمد بن محمد ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا بكر بن سهل ، ثنا نعيم بن حماد ، ثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار ، قال : نا هشام بن يحيى الغساني ، عن أبيه ، قال : " خرجت علي الحرورية بالموصل فكتبت إلى عمر بن عبد العزيز بمخرجهم ، فكتب إلي يأمرني بالكف عنهم وأن أدعو رجالا منهم فأجعلهم على مراكب من البريد حتى يقدموا على عمر فيجادلهم فإن يكونوا على الحق اتبعهم وإن يكن عمر على الحق اتبعوه ، وأمرني أن أرتهن منهم رجالا وأن أعطيهم رهنا يكون في أيديهم حتى تنقضي الأمور ، وأجلهم في سيرهم ومقامهم ثلاثة أشهر ، فلما قدموا على عمر أمر بنزولهم ثم أدخلهم عليه فجادلهم حتى إذا لم يجد لهم حجة رجعت طائفة منهم ونزعوا عن رأيهم وأجابوا عمر وقالت طائفة منهم : لسنا نجيبك حتى تكفر أهل بيتك وتلعنهم وتبرأ منهم ، فقال عمر ، " إنه لا يسعكم فيما خرجتم له إلا الصدق ، أعلموني هل تبرأتم من فرعون ولعنتموه أو ذكرتموه في شيء من أموركم ؟ قالوا : لا ، قال : فكيف وسعكم تركه ، ولم يصف الله عز وجل عبدا بأخبث من صفته إياه ، ولا يسعني ترك أهل بيتي ومنهم المحسن والمسيء والمخطئ والمصيب " وذكر الحديث . [ ص: 966 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية