الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2162 - قال : وكذلك كان كلام مالك في محمد بن إسحاق لشيء بلغه عنه تكلم به في نسبه وعلمه " قال أبو عمر : " والكلام ما رويناه من وجوه ، عن عبد الله بن إدريس ، أنه قال : قدم علينا محمد بن إسحاق فذكرنا له شيئا عن مالك ، فقال : هاتوا علم مالك فأنا بيطاره ، قال ابن إدريس : فلما قدمت المدينة ذكرت ذلك لمالك فقال : ذاك دجال من الدجاجلة ، نحن أخرجناه من المدينة ، قال ابن إدريس : وما كنت سمعت بجمع دجال قبلها يعني على ذلك الجمع ، وقال ابن إسحاق يقول فيه : إنه مولى لبني تيم قريش وقاله فيه ابن شهاب أيضا ؛ فكذب مالك ابن إسحاق ؛ لأنه كان أعلم بنسبه نفسه ، وإنما هم خلفاء لبني تيم في الجاهلية وقد ذكرنا ذلك وأوضحناه في صدر كتاب التمهيد ، وربما كان تكذيب مالك لابن إسحاق في تشيعه وما نسب إليه من القول بالقدر ، وأما الصدق والحفظ فكان صدوقا حافظا أثنى عليه ابن شهاب ووثقه شعبة ، والثوري ، وابن عيينة ، وجماعة جلة ، [ ص: 1106 ] وقد روي عن مالك أنه قيل له : من أين قلت في محمد بن إسحاق أنه كذاب ؟ فقال : سمعت هشام بن عروة يقوله ، وهذا تقليد لا برهان عليه ، وقيل لهشام بن عروة : من أين قلت ذلك ؟ قال : هو يروي عن امرأتي ووالله ما رآها قط ، قال أحمد بن حنبل عند ذكره هذه الحكاية : قد يمكن ابن إسحاق أن يراها أو يسمع منها من وراء حجاب من حيث لم يعلم هشام " .

التالي السابق


الخدمات العلمية