اعلم - رحمك الله - أن هذه المسألة زل فيها عالم وضل فيها طوائف من بني
آدم وهدى الله أتباع رسله فيها للحق المبين والصواب المستبين فأجمعت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم على أن
nindex.php?page=treesubj&link=32886روح الإنسان محدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مدبرة وهذا معلوم بالاضطرار من دين الرسل صلوات الله عليهم كما يعلم بالاضطرار من دينهم أن العالم حادث وأن معاد الأبدان واقع وأن الله تعالى وحده الخالق وكل ما سواه مخلوق له ، وقد انطوى عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم وهم القرون المفضلة على ذلك من غير اختلاف بينهم في حدوثها وأنها مخلوقة حتى نبغت نابغة ممن قصر فهمه في الكتاب والسنة فزعم أنها قديمة غير مخلوقة واحتج لذلك أنها من أمر الله وأمر الله غير مخلوق وبأن الله أضافها إليه كما أضاف إليه علمه وكتابه
[ ص: 34 ] وقدرته وسمعه وبصره ويده . وتوقف آخرون فقالوا لا نقول مخلوقة ولا غير مخلوقة .
وقد سئل عن ذلك حافظ
أصبهان أبو عبد الله بن منده من أعيان علمائنا فقال : أما بعد فإن سائلا يسأل عن الروح التي جعلها الله سبحانه قوام أنفس الخلق وأبدانهم وذكر أقواما تكلموا في الروح وزعموا أنها غير مخلوقة وخص بعضهم منها أرواح القدس وأنها من ذات الله ، قال وأنا أذكر أقاويل متقدميهم وأبين ما يخالف أقاويلهم من الكتاب والأثر وأقاويل الصحابة والتابعين وأهل العلم وأوضح به خطأ المتكلم في الروح بغير علم وأن كلامهم يوافق قول
nindex.php?page=showalam&ids=15658جهم بن صفوان وأصحابه .
فذكر أن الناس اختلفوا في
nindex.php?page=treesubj&link=32886معرفة الأرواح ومحلها من النفس فقال بعضهم الأرواح كلها مخلوقة ، قال : وهذا مذهب أهل الجماعة والأثر واحتجت بقول النبي صلى الله عليه وسلم "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026334الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ومسلم وأبو داود من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه ، ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث
عائشة رضي الله عنها ، ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه ، وروي أيضا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي nindex.php?page=showalam&ids=11وعبد الله بن عباس وأمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب وعبد
الله بن عمر وعبد الله بن عنبسة رضي الله عنهم أجمعين ، والجنود المجندة لا تكون إلا مخلوقة .
وقال بعضهم الأرواح من أمر الله أخفى الله حقيقتها وعلمها عن الخلق واحتجت بقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85قل الروح من أمر ربي وقال بعضهم الأرواح نور من الله تعالى وحياة من حياته واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026335إن الله خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره - وتمام الحديث - فمن أصابه من ذلك النور يومئذ اهتدى ومن أخطأه ضل " رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي والحاكم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي في كتابه : تأول صنف من
الزنادقة وصنف من
الروافض في روح ابن
آدم ما تأولته
النصارى في روح
عيسى وما تأوله قوم من أن الروح انفصل من ذات الله تعالى وتقدست أسماؤه فصار في المؤمن فعبد صنف من
النصارى عيسى ومريم جميعا لأن
عيسى عندهم
[ ص: 35 ] روح من الله فصار في
مريم فهو غير مخلوق عندهم .
وقال صنف من
الزنادقة وصنف من
الروافض إن روح
آدم عليه السلام مثل ذلك إنه غير مخلوق وتأولوا قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=29ونفخت فيه من روحي وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=9ثم سواه ونفخ فيه من روحه فزعموا أن روح
آدم ليس بمخلوق كما تأول من قال بأن النور من الرب غير مخلوق ، قالوا : ثم صار بعد
آدم في الوصي بعده ثم هو في كل نبي ووصل إلى أن صار في
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم في ابنيه
الحسن والحسين رضي الله عنهما ثم في كل وصي وإمام فبه يعلم الإمام كل شيء لا يحتاج أن يتعلم من أحد .
قال ولا خلاف بين المسلمين أن الأرواح في
آدم وبنيه
وعيسى ومن سواه من بني
آدم كلها مخلوقة لله خلقها وأنشأها وكونها وأخبر عنها ثم أضافها إلى نفسه كما أضاف إليه سائر خلقه قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=13وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه .
وقال
شيخ الإسلام ابن تيمية روح الله روحه : روح الآدمي مخلوقة مبتدعة باتفاق الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة ، وقد حكى إجماع العلماء على أنها مخلوقة غير واحد من أئمة المسلمين مثل
nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي الإمام المشهور الذي هو من أعلم أهل زمانه بالإجماع والاختلاف وكذلك
nindex.php?page=showalam&ids=13436أبو محمد بن قتيبة . وقال الإمام
أبو إسحاق بن شاقلا من أئمة علمائنا وهذا - يعني
nindex.php?page=treesubj&link=32886كون الروح مخلوقة - مما لا يشك فيه من وفق للصواب أن الروح من الأشياء المخلوقة .
قال الإمام المحقق
ابن القيم في كتابه الروح : قد تكلم في هذه المسألة طوائف من أكابر العلماء والمشايخ وردوا على من يزعم أنها غير مخلوقة وصنف الحافظ
أبو عبد الله بن منده في ذلك كتابا كبيرا وقبله الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي وغيره والشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=14204أبو سعيد الخراز وأبو يعقوب النهرجوري والقاضي
أبو يعلى وقد نص على ذلك الأئمة الكبار واشتد نكيرهم على من يقول ذلك في روح
عيسى ابن مريم عليه السلام فكيف بروح غيره كما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد رضي الله عنه فيما كتبه في محبسه في الرد على الزنادقة
والجهمية - قال : ثم إن الجهمي ادعى أمرا فقال أنا أجد آية في كتاب الله مما يدل على أن القرآن مخلوق قول الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه [ ص: 36 ] وعيسى مخلوق .
قلنا له : إن الله منعك الفهم للقرآن ، إن
عيسى تجري عليه ألفاظ لا تجري على القرآن لأنا نسميه مولودا وطفلا وصبيا وغلاما يأكل ويشرب وهو مخاطب بالأمر والنهي يجري عليه الخطاب والوعد والوعيد ثم هو من ذرية
نوح ومن ذرية
إبراهيم فلا يحل لنا أن نقول في القرآن ما نقول في
عيسى - إلى أن قال - والكلمة التي ألقاها إلى
مريم حين قال له كن فكان
عيسى بكن ، وليس
عيسى هو كن ولكن كان بكن ، فكن من الله قولا وليس كن مخلوقا ، وكذبت
النصارى والجهمية على الله في أمر
عيسى ، وذلك أن
الجهمية قالوا : روح الله وكلمته إلا أن كلمته مخلوقة ، وقال
النصارى :
عيسى روح الله وكلمته فالكلمة من ذاته كما يقال هذه الخرقة من هذا الثوب ، قلنا نحن إن
عيسى بالكلمة كان وليس هو الكلمة ، وإنما الكلمة قول الله وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171وروح منه يقول من أمره كان الروح فيه كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=13وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه يقول من أمره ، وتفسير روح الله إنما معناها بكلمة الله كما يقال عبد الله وسماء الله وأرض الله .
فقد صرح بأن روح المسيح مخلوقة فكيف بسائر الأرواح وقد أضاف الله إليه روح الذي أرسله إلى
مريم وهو عبده ورسوله ولم يدل ذلك على أنه قديم غير مخلوق فقال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=17فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=18قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=19قال إنما أنا رسول ربك فهذا الروح هو روح الله وهو عبده ورسوله .
ومما ينبغي أن يعلم أن المضاف إلى الله سبحانه نوعان : صفات لا تقوم بأنفسها كالعلم والقدرة والكلام والسمع والبصر وهذه إضافة صفة إلى الموصوف بها فالعلم والقدرة إلخ صفات له تعالى غير مخلوقة وكذا وجهه ويده ونحو ذلك من الصفات الخبرية والذاتية وكذا الفعلية من التكوين والمحبة والرضا ونحوها في مذهب السلف كما مر ( والثاني ) إضافة أعيان منفصلة كبيت الله وناقة الله وعبد الله ورسول الله وكذلك روح الله فهذه إضافة مخلوق إلى خالقه ومصنوع إلى صانعه لكنها تقتضي تخصيصا أو تشريفا يتميز به المضاف إليه عن غيره كبيت الله وإن كانت كل البيوت لله
[ ص: 37 ] ملكا له وكذلك ناقة الله والنوق كلها ملكه وخلقه ولكن هذه إضافة إلى إلهيته تقتضي محبته لها وتكريمه وتشريفه بخلاف الإضافة العامة إلى ربوبيته حيث تقتضي خلقه وإيجاده فالإضافة العامة تقتضي الخلق والإيجاد والخاصة تقتضي الاختيار
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=68وربك يخلق ما يشاء ويختار فإضافة الروح إليه تعالى من هذه الإضافة الخاصة لا من العامة ولا من باب إضافة الصفات فتأمل هذا الموضع فإنه نفيس ويخلصك من ضلالات كثيرة وقع فيها من شاء الله من الناس كما أوضحه وبرهن عليه وبينه الإمام المحقق
ابن القيم في كتابه الروح وقال إن الروح توصف بالوفاة والقبض والإمساك والإرسال وهذا من شأن المحدث المربوب وأطال في الاحتجاج ودفع مقالات أهل البدع واللجاج وثمرة ذلك كون الروح مخلوقة بالإجماع والله تعالى الموفق .
اعْلَمْ - رَحِمَكَ اللَّهُ - أَنَّ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ زَلَّ فِيهَا عَالَمٌ وَضَلَّ فِيهَا طَوَائِفُ مِنْ بَنِي
آدَمَ وَهَدَى اللَّهُ أَتْبَاعَ رُسُلِهِ فِيهَا لِلْحَقِّ الْمُبِينِ وَالصَّوَابِ الْمُسْتَبِينِ فَأَجْمَعَتِ الرُّسُلُ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32886رُوحَ الْإِنْسَانِ مُحْدَثَةً مَخْلُوقَةً مَصْنُوعَةً مَرْبُوبَةً مُدَبَّرَةً وَهَذَا مَعْلُومٌ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الرُّسُلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ كَمَا يُعْلَمُ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِهِمْ أَنَّ الْعَالَمَ حَادِثٌ وَأَنَّ مَعَادَ الْأَبْدَانِ وَاقِعٌ وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَحْدَهُ الْخَالِقُ وَكُلُّ مَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ لَهُ ، وَقَدِ انْطَوَى عَصْرُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ وَهُمُ الْقُرُونُ الْمُفَضَّلَةُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ اخْتِلَافٍ بَيْنَهُمْ فِي حُدُوثِهَا وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ حَتَّى نَبَغَتْ نَابِغَةٌ مِمَّنْ قَصُرَ فَهْمُهُ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَزَعَمَ أَنَّهَا قَدِيمَةٌ غَيْرُ مَخْلُوقَةٍ وَاحْتَجَّ لِذَلِكَ أَنَّهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَأَمْرُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَبِأَنَّ اللَّهَ أَضَافَهَا إِلَيْهِ كَمَا أَضَافَ إِلَيْهِ عِلْمَهُ وَكِتَابَهُ
[ ص: 34 ] وَقُدْرَتَهُ وَسَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَيَدَهُ . وَتَوَقَّفَ آخَرُونَ فَقَالُوا لَا نَقُولُ مَخْلُوقَةً وَلَا غَيْرَ مَخْلُوقَةٍ .
وَقَدْ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ حَافِظُ
أَصْبَهَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ مِنْ أَعْيَانِ عُلَمَائِنَا فَقَالَ : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ سَائِلًا يَسْأَلُ عَنِ الرُّوحِ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ قِوَامَ أَنْفُسِ الْخَلْقِ وَأَبْدَانِهُمْ وَذَكَرَ أَقْوَامًا تَكَلَّمُوا فِي الرُّوحِ وَزَعَمُوا أَنَّهَا غَيْرُ مَخْلُوقَةٍ وَخَصَّ بَعْضُهُمْ مِنْهَا أَرْوَاحَ الْقُدُسِ وَأَنَّهَا مِنْ ذَاتِ اللَّهِ ، قَالَ وَأَنَا أَذْكُرُ أَقَاوِيلَ مُتَقَدِّمِيهِمْ وَأُبَيِّنُ مَا يُخَالِفُ أَقَاوِيلَهُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْأَثَرِ وَأَقَاوِيلِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَأَهْلِ الْعِلْمِ وَأُوَضِّحُ بِهِ خَطَأَ الْمُتَكَلِّمِ فِي الرُّوحِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَأَنَّ كَلَامَهُمْ يُوَافِقُ قَوْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=15658جَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ وَأَصْحَابِهِ .
فَذَكَرَ أَنَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا فِي
nindex.php?page=treesubj&link=32886مَعْرِفَةِ الْأَرْوَاحِ وَمَحَلِّهَا مِنَ النَّفْسِ فَقَالَ بَعْضُهُمُ الْأَرْوَاحُ كُلُّهَا مَخْلُوقَةٌ ، قَالَ : وَهَذَا مَذْهَبُ أَهْلِ الْجَمَاعَةِ وَالْأَثَرِ وَاحْتَجَّتْ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026334الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ " . رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَرُوِيَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=23سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=11وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ ، وَالْجُنُودُ الْمُجَنَّدَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا مَخْلُوقَةً .
وَقَالَ بَعْضُهُمُ الْأَرْوَاحُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ أَخْفَى اللَّهُ حَقِيقَتَهَا وَعِلْمَهَا عَنِ الْخَلْقِ وَاحْتَجَّتْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَقَالَ بَعْضُهُمُ الْأَرْوَاحُ نُورٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَحَيَاةٌ مِنْ حَيَاتِهِ وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026335إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ - وَتَمَامُ الْحَدِيثِ - فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ يَوْمَئِذٍ اهْتَدَى وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ " رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17032مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ فِي كِتَابِهِ : تَأَوَّلَ صِنْفٌ مِنَ
الزَّنَادِقَةِ وَصِنْفٌ مِنَ
الرَّوَافِضِ فِي رُوحِ ابْنِ
آدَمَ مَا تَأَوَّلَتْهُ
النَّصَارَى فِي رُوحِ
عِيسَى وَمَا تَأَوَّلَهُ قَوْمٌ مِنْ أَنَّ الرُّوحَ انْفَصَلَ مِنْ ذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ فَصَارَ فِي الْمُؤْمِنِ فَعَبَدَ صِنْفٌ مِنَ
النَّصَارَى عِيسَى وَمَرْيَمَ جَمِيعًا لِأَنَّ
عِيسَى عِنْدَهُمْ
[ ص: 35 ] رُوحٌ مِنَ اللَّهِ فَصَارَ فِي
مَرْيَمَ فَهُوَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ عِنْدَهُمْ .
وَقَالَ صِنْفٌ مِنَ
الزَّنَادِقَةِ وَصِنْفٌ مِنَ
الرَّوَافِضِ إِنَّ رُوحَ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِثْلُ ذَلِكَ إِنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَتَأَوَّلُوا قَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=29وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي وَقَوْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=9ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ فَزَعَمُوا أَنَّ رُوحَ
آدَمَ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ كَمَا تَأَوَّلَ مَنْ قَالَ بِأَنَّ النُّورَ مِنَ الرَّبِّ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ، قَالُوا : ثُمَّ صَارَ بَعْدَ
آدَمَ فِي الْوَصِيِّ بَعْدَهُ ثُمَّ هُوَ فِي كُلِّ نَبِيٍّ وَوَصَلَ إِلَى أَنْ صَارَ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ فِي ابْنَيْهِ
الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ثُمَّ فِي كُلِّ وَصِيٍّ وَإِمَامٍ فَبِهِ يَعْلَمُ الْإِمَامُ كُلَّ شَيْءٍ لَا يَحْتَاجُ أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْ أَحَدٍ .
قَالَ وَلَا خِلَافَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ الْأَرْوَاحَ فِي
آدَمَ وَبَنِيهِ
وَعِيسَى وَمَنْ سِوَاهُ مِنْ بَنِي
آدَمَ كُلُّهَا مَخْلُوقَةٌ لِلَّهِ خَلَقَهَا وَأَنْشَأَهَا وَكَوَّنَهَا وَأَخْبَرَ عَنْهَا ثُمَّ أَضَافَهَا إِلَى نَفْسِهِ كَمَا أَضَافَ إِلَيْهِ سَائِرَ خَلْقِهِ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=13وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ .
وَقَالَ
شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَوَّحَ اللَّهُ رُوحَهُ : رُوحُ الْآدَمِيِّ مَخْلُوقَةٌ مُبْتَدَعَةٌ بِاتِّفَاقِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا وَسَائِرِ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَقَدْ حَكَى إِجْمَاعَ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ مِثْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=17032مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيِّ الْإِمَامِ الْمَشْهُورِ الَّذِي هُوَ مِنْ أَعْلَمِ أَهْلِ زَمَانِهِ بِالْإِجْمَاعِ وَالِاخْتِلَافِ وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ قُتَيْبَةَ . وَقَالَ الْإِمَامُ
أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ شَاقْلَا مِنْ أَئِمَّةِ عُلَمَائِنَا وَهَذَا - يَعْنِي
nindex.php?page=treesubj&link=32886كَوْنَ الرُّوحِ مَخْلُوقَةً - مِمَّا لَا يَشُكُّ فِيهِ مَنْ وُفِّقَ لِلصَّوَابِ أَنَّ الرُّوحَ مِنَ الْأَشْيَاءِ الْمَخْلُوقَةِ .
قَالَ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ
ابْنُ الْقَيِّمِ فِي كِتَابِهِ الرُّوحِ : قَدْ تَكَلَّمَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ طَوَائِفُ مِنْ أَكَابِرِ الْعُلَمَاءِ وَالْمَشَايِخِ وَرَدُّوا عَلَى مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهَا غَيْرُ مَخْلُوقَةٍ وَصَنَّفَ الْحَافِظُ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ فِي ذَلِكَ كِتَابًا كَبِيرًا وَقَبْلَهُ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=17032مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ وَغَيْرُهُ وَالشَّيْخُ
nindex.php?page=showalam&ids=14204أَبُو سَعِيدٍ الْخَرَّازُ وَأَبُو يَعْقُوبَ النَّهْرَجُورِيُّ وَالْقَاضِي
أَبُو يَعْلَى وَقَدْ نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الْأَئِمَّةُ الْكِبَارُ وَاشْتَدَّ نَكِيرُهُمْ عَلَى مَنْ يَقُولُ ذَلِكَ فِي رُوحِ
عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَكَيْفَ بِرُوحِ غَيْرِهِ كَمَا ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِيمَا كَتَبَهُ فِي مَحْبِسِهِ فِي الرَّدِّ عَلَى الزَّنَادِقَةِ
وَالْجَهْمِيَّةِ - قَالَ : ثُمَّ إِنَّ الْجَهْمِيَّ ادَّعَى أَمْرًا فَقَالَ أَنَا أَجِدُ آيَةً فِي كِتَابِ اللَّهِ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ [ ص: 36 ] وَعِيسَى مَخْلُوقٌ .
قُلْنَا لَهُ : إِنَّ اللَّهَ مَنَعَكَ الْفَهْمَ لِلْقُرْآنِ ، إِنَّ
عِيسَى تَجْرِي عَلَيْهِ أَلْفَاظٌ لَا تَجْرِي عَلَى الْقُرْآنِ لِأَنَّا نُسَمِّيهِ مَوْلُودًا وَطِفْلًا وَصَبِيًّا وَغُلَامًا يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَهُوَ مُخَاطَبٌ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ يَجْرِي عَلَيْهِ الْخِطَابُ وَالْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ ثُمَّ هُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ
نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ
إِبْرَاهِيمَ فَلَا يَحِلُّ لَنَا أَنْ نَقُولَ فِي الْقُرْآنِ مَا نَقُولُ فِي
عِيسَى - إِلَى أَنْ قَالَ - وَالْكَلِمَةُ الَّتِي أَلْقَاهَا إِلَى
مَرْيَمَ حِينَ قَالَ لَهُ كُنْ فَكَانَ
عِيسَى بِكُنْ ، وَلَيْسَ
عِيسَى هُوَ كُنْ وَلَكِنْ كَانَ بِكُنْ ، فَكُنْ مِنَ اللَّهِ قَوْلًا وَلَيْسَ كُنْ مَخْلُوقًا ، وَكَذَبَتِ
النَّصَارَى وَالْجَهْمِيَّةُ عَلَى اللَّهِ فِي أَمْرِ
عِيسَى ، وَذَلِكَ أَنَّ
الْجَهْمِيَّةَ قَالُوا : رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ إِلَّا أَنَّ كَلِمَتَهُ مَخْلُوقَةٌ ، وَقَالَ
النَّصَارَى :
عِيسَى رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ فَالْكَلِمَةُ مِنْ ذَاتِهِ كَمَا يُقَالُ هَذِهِ الْخِرْقَةُ مِنْ هَذَا الثَّوْبِ ، قُلْنَا نَحْنُ إِنَّ
عِيسَى بِالْكَلِمَةِ كَانَ وَلَيْسَ هُوَ الْكَلِمَةُ ، وَإِنَّمَا الْكَلِمَةُ قَوْلُ اللَّهِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171وَرُوحٌ مِنْهُ يَقُولُ مِنْ أَمْرِهِ كَانَ الرُّوحُ فِيهِ كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=13وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ يَقُولُ مِنْ أَمْرِهِ ، وَتَفْسِيرُ رُوحِ اللَّهِ إِنَّمَا مَعْنَاهَا بِكَلِمَةِ اللَّهِ كَمَا يُقَالُ عَبْدُ اللَّهِ وَسَمَاءُ اللَّهِ وَأَرْضُ اللَّهِ .
فَقَدْ صَرَّحَ بِأَنَّ رُوحَ الْمَسِيحِ مَخْلُوقَةٌ فَكَيْفَ بِسَائِرِ الْأَرْوَاحِ وَقَدْ أَضَافَ اللَّهُ إِلَيْهِ رُوحَ الَّذِي أَرْسَلَهُ إِلَى
مَرْيَمَ وَهُوَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَلَمْ يَدُلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ قَدِيمٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَقَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=17فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=18قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=19قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ فَهَذَا الرُّوحُ هُوَ رُوحُ اللَّهِ وَهُوَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
وَمِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ الْمُضَافَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ نَوْعَانِ : صِفَاتٌ لَا تَقُومُ بِأَنْفُسِهَا كَالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَالْكَلَامِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَهَذِهِ إِضَافَةُ صِفَةٍ إِلَى الْمَوْصُوفِ بِهَا فَالْعِلْمُ وَالْقُدْرَةُ إِلَخْ صِفَاتٌ لَهُ تَعَالَى غَيْرُ مَخْلُوقَةٍ وَكَذَا وَجْهُهُ وَيَدُهُ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنَ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةِ وَالذَّاتِيَّةِ وَكَذَا الْفِعْلِيَّةُ مِنَ التَّكْوِينِ وَالْمَحَبَّةِ وَالرِّضَا وَنَحْوِهَا فِي مَذْهَبِ السَّلَفِ كَمَا مَرَّ ( وَالثَّانِي ) إِضَافَةُ أَعْيَانٍ مُنْفَصِلَةٍ كَبَيْتِ اللَّهِ وَنَاقَةِ اللَّهِ وَعَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِ اللَّهِ وَكَذَلِكَ رُوحُ اللَّهِ فَهَذِهِ إِضَافَةُ مَخْلُوقٍ إِلَى خَالِقِهِ وَمَصْنُوعٍ إِلَى صَانِعِهِ لَكِنَّهَا تَقْتَضِي تَخْصِيصًا أَوْ تَشْرِيفًا يَتَمَيَّزُ بِهِ الْمُضَافُ إِلَيْهِ عَنْ غَيْرِهِ كَبَيْتِ اللَّهِ وَإِنْ كَانَتْ كُلُّ الْبُيُوتِ لِلَّهِ
[ ص: 37 ] مِلْكًا لَهُ وَكَذَلِكَ نَاقَةُ اللَّهِ وَالنُّوقُ كُلُّهَا مِلْكُهُ وَخَلْقُهُ وَلَكِنَّ هَذِهِ إِضَافَةٌ إِلَى إِلَهِيَّتِهِ تَقْتَضِي مَحَبَّتَهُ لَهَا وَتَكْرِيمَهُ وَتَشْرِيفَهُ بِخِلَافِ الْإِضَافَةِ الْعَامَّةِ إِلَى رُبُوبِيَّتِهِ حَيْثُ تَقْتَضِي خَلْقَهُ وَإِيجَادَهُ فَالْإِضَافَةُ الْعَامَّةُ تَقْتَضِي الْخَلْقَ وَالْإِيجَادَ وَالْخَاصَّةُ تَقْتَضِي الِاخْتِيَارَ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=68وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ فَإِضَافَةُ الرُّوحِ إِلَيْهِ تَعَالَى مِنْ هَذِهِ الْإِضَافَةِ الْخَاصَّةِ لَا مِنَ الْعَامَّةِ وَلَا مِنْ بَابِ إِضَافَةِ الصِّفَاتِ فَتَأَمَّلْ هَذَا الْمَوْضِعَ فَإِنَّهُ نَفِيسٌ وَيُخَلِّصُكَ مِنْ ضَلَالَاتٍ كَثِيرَةٍ وَقَعَ فِيهَا مَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ النَّاسِ كَمَا أَوْضَحَهُ وَبَرْهَنَ عَلَيْهِ وَبَيَّنَهُ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ
ابْنُ الْقَيِّمِ فِي كِتَابِهِ الرُّوحِ وَقَالَ إِنَّ الرُّوحَ تُوصَفُ بِالْوَفَاةِ وَالْقَبْضِ وَالْإِمْسَاكِ وَالْإِرْسَالِ وَهَذَا مِنْ شَأْنِ الْمُحْدَثِ الْمَرْبُوبِ وَأَطَالَ فِي الِاحْتِجَاجِ وَدَفْعِ مَقَالَاتِ أَهْلِ الْبِدَعِ وَاللَّجَاجِ وَثَمَرَةُ ذَلِكَ كَوْنُ الرُّوحِ مَخْلُوقَةً بِالْإِجْمَاعِ وَاللَّهُ تَعَالَى الْمُوَفِّقُ .