( الثاني )  
خالفت المعتزلة فلم تقل بإثبات الحوض مع ثبوته بالسنة الصحيحة الصريحة ، فكل من خالف في إثباته فهو مبتدع ، وأما ثبوته بالقرآن فاحتمال وليس بصريح ، وأما قوله تعالى (  إنا أعطيناك الكوثر      ) ، ففيه اختلاف هل الحوض أو الخير الكثير أو النهر الذي في الجنة ، ولكن  الحوض ثابت بالسنة المتواترة وظاهر الكتاب   ، فمنكره زائغ عن الثواب مستحق للطرد والعذاب ، ويكفيه من الخزي والنكال أنه يذاد عنه ويطرد ، ويمنع من الشرب منه ويرد ، وقد أخرج  أبو داود  عن  أبي طالوت  قال : شهدت  أبا برزة     - رضي الله عنه -  دخل على   عبيد الله بن زياد  فحدثني فلان - سماه  مسلم     - وكان في السماط ، فلما رآه قال : إن محمديكم هذا لدحداح ، ففهمها الشيخ ، فقال : ما كنت أحسب أني أبقى في قوم يعيروني بصحبة  محمد      - صلى الله عليه وسلم . وقال  عبيد الله     : إن صحبة  محمد   لكم زين غير شين .  
ثم قال : إنما بعثت إليك لأسألك عن الحوض هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر فيه شيئا ؟ قال  أبو برزة     - رضي الله عنه - لا مرة ، ولا مرتين ، ولا ثلاثا ، ولا أربعا ، ولا خمسا ، فمن كذب به فلا سقاه الله منه ، ثم خرج مغضبا     .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					