( ( فنسأل الله النعيم والنظر لربنا من غير ما شين غبر ) )
( ( بأنواع ملاذها ونعيمها مع كواعبها وحورها في خيامها وقصورها وعرصاتها ودورها ، وبما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ( ( و ) ) نسأل الله العظيم الحليم الجواد الكريم ( ( النظر لـ ) ) وجه ( ( ربنا ) ) وخالقنا وهادينا الكريم مع أهل الطاعة والاستقامة ، والفوز والنجاة يوم القيامة ( ( من غير ما ) ) زائدة لمزيد النفي ، أي : من غير ( ( شين ) ) أي : عذاب ومناقشة حساب ، وتوبيخ وعتاب ، والشين ضد الزين ، فإن من حصل له شيء مما ذكر يذهب زينه ويخلفه شينه ، والمشاين المعايب ( ( غبر ) ) بفتح الغين المعجمة والباء الموحدة ، أي : ذهب ، والمراد سبق ، يعني من غير سابق عذاب ومناقشة حساب ، يقال : غبر غبورا مكث وذهب ، ضد ، وفي الحديث فنسأل الله ) ) العظيم رب العرش العظيم ( ( النعيم ) ) المقيم في جنات النعيم أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحدر فيما غبر من السورة أي يسرع في قراءتها .
قال في النهاية : قال الأزهري : يحتمل الغابر هاهنا الوجهين - يعني الماضي والباقي - فإنه من الأضداد ، قال : وقال غير واحد من الأئمة أنه يكون بمعنى الماضي . والحاصل أنه سأل الله تعالى أن يمن عليه بالنعيم والتنعيم بالنظر إلى وجهه الكريم من غير سابقة عذاب ، ولا مناقشة حساب ، وقد تقدم بعض ما تضمنه من ذكر النعيم المقيم ، وأما النظر إلى مولانا الكريم فهو من أصول أهل الحق خلافا لأهل الضلال والحمق ، ومن ثم قال :