( ( ، وهي البطشة الكبرى ، ويقال لها بدر القتال ويوم الفرقان ، كما رواه فأهل ) ) غزوة ( ( بدر ) ) العظمى ابن جرير وابن المنذر ، وصححه الحاكم [ ص: 362 ] عن - رضي الله عنهما - قال : لأن الله تعالى فرق فيه بين الحق والباطل ، وهي التي أعز الله بها الإسلام ، وقمع بها عبدة الأصنام ، وبدر قرية مشهورة ، ولم تزل من يومئذ بأهل الإسلام معمورة ، على نحو أربعة مراحل من ابن عباس المدينة النبوية ، قيل : نسبت إلى بدر بن مخلد بن النضر بن كنانة ، وقيل : إلى بدر بن الحارث ، وقيل : إلى بدر بن كلدة ، وقيل : بل بدر اسم للبئر التي بها سميت بذلك لاستدارتها ولصفائها فكأن البدر يرى فيها ، وقيل : بل هو علم على البلد المذكور كغيرها من أسماء البلاد ، قال البغوي وهو قول الأكثر : وكانت وقعة بدر نهار الجمعة لسبعة عشر خلت من شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة ، وكان عدد المسلمين ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا .
روى عن البخاري - رضي الله عنهما - قال : كنا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نتحدث أن عدة البراء بن عازب أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين عبروا معه النهر ، ولم يجاوزه معه إلا مؤمن ، بضعة عشر وثلاثمائة . وفي حديث - رضي الله عنه - عن أبي أيوب الأنصاري ، ابن جرير وابن أبي حاتم ، ، والطبراني والبيهقي قال : أمرنا رسول الله أن نعتد ففعلنا ، فإذا نحن ثلاثمائة وثلاثة عشر ، فأخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدتنا ، فسر بذلك وحمد الله تعالى ، وقال : عدة أصحاب طالوت .
وروى ، الإمام أحمد ، وابن أبي شيبة ومسلم ، وأبو داود ، ، والترمذي وأبو عوانة ، من حديث أمير المؤمنين وابن حبان - رضي الله عنه - قال : لما كان يوم عمر بن الخطاب بدر نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه وهم ثلاثمائة وبضعة عشر - ولفظ مسلم تسعة عشر رجلا - ، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة ، الحديث . وروى البزار بسند حسن عن - رضي الله عنه - قال : كانت عدة أبي موسى الأشعري أهل بدر عدة أصحاب طالوت يوم جالوت ، ثلاثمائة وسبعة عشر . وفي الفتح ثلاثة عشر بدل سبعة عشر . وفي الصحيح عن عن موسى بن عقبة قال : جميع من شهد الزهري بدرا من قريش من ضرب له سهمه أحد وثمانون ، مع أن البخاري أخرجا عن وإسحاق بن راهويه - رضي الله عنهما - قال : كان المهاجرون يوم البراء بن عازب بدر نيفا على الستين ، والأنصار نيفا وأربعين ومائتين ، [ ص: 363 ] قال الحافظ ابن حجر : والجمع بين هذين الحديثين أن حديث البراء فيمن شهد بدرا حسا ، وقول فيمن شهدها بالعدد حكما ممن ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له بسهمه وأجره ، أو المراد بالعدد الأول الأحرار ، وبالثاني بانضمام مواليهم وأتباعهم . وإذا تحرر هذا فجميع من شهد القتال من ثلاثمائة وخمسة أو ستة فقد عد ثمانية أنفس من الزهري أهل بدر ولم يشهدوها ، وإنما ضرب لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معهم بسهامهم ، لكونهم تخلفوا لضرورات لهم ، وهم : ، عثمان بن عفان وطلحة ، وسعيد ، والحارث بن حاطب ، والحارث بن الصمة ، ، وخوات بن جبير وعاصم بن عدي ، وأبو لبابة - رضي الله عنهم - .
واستشهد من المسلمين في وقعة بدر أربع عشرة نفسا ، ستة من المهاجرين ، وثمانية من الأنصار - رضي الله عنهم - أجمعين . وقتل من الكفار سبعون ، وأسر سبعون . وقد روى بسند رجاله ثقات عن الطبراني - رضي الله عنه - قال : إن الثمانية عشر الذين قتلوا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر جعل الله تعالى أرواحهم في الجنة في طير خضر تسرح في الجنة ، فبينما هم كذلك إذ اطلع عليهم ربهم اطلاعة ، فقال : يا عبادي ماذا تشتهون ؟ فقالوا : يا ربنا هل فوق هذا من شيء ؟ قال : فيقول عبادي : ماذا تشتهون ؟ فيقولون في الرابعة : ترد أرواحنا في أجسادنا فنقتل كما قتلنا . ابن مسعود
وروى عن البخاري رفاعة بن رافع الزرقي - رضي الله عنه - وكان من أهل بدر قال : جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : ما تعدون أهل بدر فيكم ؟ قال : من أفضل المسلمين - أو كلمة نحوها - . قال : كذلك من شهد بدرا من الملائكة . وروى نحوه جاء من حديث الإمام أحمد ، قال الحافظ رافع بن خديج في جامع المسانيد : كذا وقع في مسند ابن الجوزي ، والظاهر أنه غلط من بعض الرواة ، وإنما هو حديث الإمام أحمد رافع بن رفاعة الزرقي لا ابن خديج ، ويحتمل أن يكون سمعه ابن خديج من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وأخرج بسند صحيح على شرط الإمام أحمد مسلم عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بدرا والحديبية . وروى لن يدخل النار رجل شهد أبو داود ، ، وابن ماجه بسند جيد عن والطبراني - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أبي هريرة أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " . وروى اطلع [ ص: 364 ] الله على عن أم المؤمنين الإمام أحمد حفصة - رضي الله عنها - قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " بدرا والحديبية " . قالت : قلت : أليس الله تعالى يقول : ( إني لأرجو الله أن لا يدخل النار إن شاء الله أحد ممن شهد وإن منكم إلا واردها ) قال : فسمعته يقول : ( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ) . وأخرج مسلم من حديث والترمذي جابر - رضي الله عنه - أن عبدا لحاطب جاء يشكو إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاطبا ، فقال : يا رسول الله ليدخلن حاطب النار . فقال : " " . كذبت ، لا يدخلها فإنه قد شهد بدرا والحديبية
وفي الصحيح عن أمير المؤمنين - رضي الله عنه - في قصة كتاب علي بن أبي طالب حاطب ، قال : يا رسول الله دعني أضرب عنقه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أليس من عمر بن الخطاب أهل بدر ؟ ولعل الله اطلع على أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم - أو قال : - قد وجبت لكم الجنة " . وفي المعنى أحاديث غير ما ذكرنا . وأن