الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( الثاني ) المراد بالسابقين الأولين الذين أنفقوا قبل الفتح وقاتلوا ، والمراد بالفتح أمر الحديبية ، قال تعالى : ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا ) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى المصرية : المراد بالفتح فتح الحديبية لما بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه تحت الشجرة ، وكان الذين بايعوه أكثر من ألف وأربعمائة ، وهم الذين فتحوا خيبر ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة " . وسورة الفتح أنزلها الله تعالى قبل فتح مكة ، وكانت البيعة تحت الشجرة سنة ست من الهجرة كما تقدم ، وبذلك الصلح الذي كان بينه - صلى الله عليه وسلم - وبين المشركين في الحديبية حصل الفتح والخير الكثير الذي لا يعلمه إلا الله تعالى ، مع كونه قد كرهه خلق من المسلمين ولم يعلموا ما فيه من حسن العاقبة ، ثم فتح الله تعالى على نبيه وعباده المسلمين مكة في شهر رمضان من العام الثامن ، وكان قد أنزل في سورة الفتح : ( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين ) إلى قوله : ( فجعل من دون ذلك فتحا قريبا ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية