حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عامر بن عمران أبو عكرمة الضبي، قال: دخل على عبد الله بن صفوان فقال: أنت والله كما قال الشاعر: عبد الله بن الزبير،
إن تصبك من الأيام جائحة لم نبك منك على دنيا ولا دين
قال: وما ذاك؟ قال: هذان ابنا أحدهما يفتي الناس في دينهم [ ص: 111 ] والآخر يطعم فما بقيا لك، فأرسل إليهما: إنكما تريدان أن ترفعا راية قد وضعها الله، ففرقا من قبلكما من مراق العباس بن عبد المطلب، العراق، فقال عبد الله: أي الرجلين نطرد عنا؟ أقابس علم أم طالب نيل، وبلغ الخبر فقال: أبا الطفيل،لا در در الليالي كيف يضحكنا منها عجائب أنباء وتبكينا
مثل ما تحدث الأيام من عجب عن الدنيا يلهينا وابن الزبير
كنا نجيء فيقبسنا علما ويكسبنا أجرا ويهدينا ابن عباس
ولا يزال عبيد الله مترعة جفانه مطعما ضيفا ومسكينا
فالدين والعلم والدنيا ببابهما ننال منها الذي شئنا إذا شينا
ففيم تمنعنا منهم وتمنعهم منا وتؤذيهم فينا وتؤذينا
إن الرسول هو النور الذي كشفت به عماية ماضينا وباقينا
وأهله عصمة في ديننا ولهم حق علينا وحق واجب فينا
ولست فاعلم بالأولى به نسبا يا ابن الزبير ولا الأولى به دينا
لن يجزي الله من أجزى لبغضهم في الدين عزا ولا في الأرض تمكينا