لا حليم إلا ذو عثرة
حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، قال: حدثني موهب بن يزيد، قال: حدثنا قال: أخبرني عبد الله بن وهب، عن عمر بن الحارث، دراج بن السمح، عن أبي الهيثم، عن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدثنا أبي سعيد الخدري، علي بن محمد بن عبد الله الطوسي العنبري، قال: حدثنا أبو العباس السراج، ومحمد بن إسحاق إبراهيم الثقفي، قال: حدثنا قال: حدثنا قتيبة، ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن عن دراج أبي السمح، أبي الهيثم، عن عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: أبي سعيد الخدري، " لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة ".
قال القاضي: وهذا الخبر من بليغ الحكمة التي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمها أمته، والعاثر إذا كان لبيبا، والمجرب إذا كان محنكا أريبا، فتبين هذا مغبة عثرته، وتهذب هذا بعواقب تجربته، استشعرا الحذار، وأنعما الاعتبار، واستصحبا الاستبصار، فتحرزا من [ ص: 245 ] العثار، وتنزها عن تورط الخبط والاغترار، وقد قال بعض العلماء الربانيين، ومن بصره الله رشده في الدنيا والدين:
لقد عثرت عثرة لأختبر سوف أكيس بعدها واستمر
وفي قول الله عز وجل: إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون . ما يؤيد هذا ويشهد له.
جعلنا الله وإياكم ممن يؤثر حظه من الخليقة الحسنى، والطريقة المثلى، على حظ نفسه من الهوى.