المجلس السادس عشر
ما ذئبان جائعان في حظيرة حديث
حدثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق الفارسي، قال: حدثنا أحمد بن زهير أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: حدثنا قحطبة بن العلاء، قال حدثني عن سفيان الثوري، عبد الله بن دينار، عن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابن عمر، "ما ذئبان جائعان في حظيرة وثيقة يأكلان ويفترسان، بأضر فيها من حب المال والشرف في دين المرء المسلم".
تعليق المؤلف -
قال القاضي: هذا خبر صحيح مشهور، قد رويناه من غير وجه، وفي جملة ألفاظه اختلاف في اللفظ دون المعنى، في بعضها: وفيه تنبيه على أن أولى الأمور بالمرء حفظه دينه، وإشفاقه من دخول الخلل فيه، فإن حب المال والشرف والسعي في اكتسابهما، والحرص على حيازتهما والانهماك في مسابقة أهلهما إليهما، ومغالبته عليهما، مما يؤدي إلى هدم الدين وتوهين أركانه، وطمس معالمه وحط بنيانه، مع ما فيه من حمل المرء منه على أسباب الهلكة، وجده فيما يورطه في حبائل الرذائل، وبعده عن شريف الفضائل، فقل من سلم ممن وصفنا حاله من البغي والعدوان والحسد والطغيان، وقد يحرم مع هذا مما أمل إدراكه، وطمع في بلوغه، فحصل من الكد والجد، والعناء والشقاء ولاستيلاء النحوس عليه وانحطاط الجد، فنسأل الله تعالى توفير حظنا من رحمته وعصمته، وأن يتمم ما ابتدأنا به من نعمته، فلقد هلك من هلك من الناس في ركوبهم ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوضح البيان عنه. ما ذئبان ضاريان،
وقد ذكر عن وكان من المشهورين بالفقه والقضاء والرواية [ ص: 119 ] والتصرف في الآراء، أنه قال: أهلكني حب الشرف. وروي عنه أنه كان لا يشهد جمعة ولا جماعة ويقول: أكره مزاحمة الأنذال. الحجاج بن أرطاة