حدثنا أحمد بن إبراهيم الخليل الكاتب النهرواني، قال: حدثني أبو عبد العزيز بن علي بن المنتصر، قال: حدثني أحمد بن محمد بن المنتصر، قال حدثنا هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى الهاشمي الكوفي، قال: حدثنا جعفر بن محمد المعيدي ويعقوب، قالا: حدثنا قال: حدثني يوسف بن بهلول، ابن إدريس، عن قال: حدثني ابن إسحاق، عبد الله بن أبي بكر المدينة في آخر صفر، وكان افتتاح خيبر في عقب المحرم، قال: ولما أسلم الحجاج بن علاط السلمي ثم البهزي شهد خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف حتى قدم وأخبرنا أحمد بن إبراهيم: عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن مزيد النحوي بإسناد له، قال: حجاج بن علاط السلمي وكان قد أسلم ولم تعلم قريش بإسلامه، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر في أن يصير إلى مكة فيأخذ ما كان له من مال، وقال ولما أسلم الهاشمي في حديثه: الحجاج: يا رسول الله! إن لي مالا بمكة عند وعلى التجار، وعند صاحبتي أبي طلحة، أم شيبة بنت أبي طلحة أخت بني عبد الدار، وأنا أتخوف إن علموا بإسلامي أن يذهب، فأذن لي باللحوق به لعلي أخلصه. قال
وقال في حديثه: أبو العباس خيبر بأن يصير إلى مكة فيأخذ ما كان له من مال بها، وكانت له أموال متفرقة وهو رجل غريب فيهم، إنما هو أحد بني سليم بن منصور ثم أحد بني بهز، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إني أحتاج إلى أن أقول، قال: فقل. وقال فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الهاشمي في حديثه: قال لا بد لي من أن أقول: قال: قل وأنت في حل. وهذا كلام حسن يقال على جهة الاحتيال غير الحق، فأذن له فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه من باب الحيلة وليس من باب الفساد والشر ما يقال في هذا المعنى، يقول كما قال الله عز وجل: أبو العباس: أم يقولون تقوله وقال الهاشمي في حديثه: الحجاج، قال: فلما انتهيت إلى ثنية البيضاء وجدت بها رجالا من قريش يتسمعون الأخبار وقد بلغهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سار إلى خيبر، وكانوا قد عرفوا أنها أرض الحجاز وبها منعة ورجال. وقال فخرج في حديثه: أبو العباس قريش: هذا لعمر الله عنده الخبر، أخبرنا يا حجاج فقد بلغنا أن القاطع قد سار إلى خيبر. فلما أبصروني قالت
وقال في حديثه: وقال أبو العباس الهاشمي في حديثه الحجاز قال: قلت: قد بلغني أنه قد سار إليها وعندي من الخبر ما يسركم، قال: فالتبطوا بجنبتي ناقتي يقولون: هي يا حجاج، قال: قلت: هزم هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط، وقتل أصحابه قتلا لم تسمعوا بمثله قط، وأخذوا محمدا أسيرا، وقالوا: لن نقتله حتى نبعث به إلى مكة [ ص: 120 ] فيقتلوه بين أظهرهم بمن كان أصابهم من رجالهم، فقاموا فصاحوا بمكة وقالوا: قد جاءكم الخبر، هذا محمد إنما تنتظرون أن يقدم به عليكم، وهذا الكلام كله من حديث وهي بلد يهود وريف الهاشمي، قال: بمكة على غرمائي فإني أبادر خيبر فأصيب من فل محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار إلى ما هناك، قال: فجمعوا مالي كله كأحث جمع سمعت به، وجئت صاحبتي، فقلت: مالي قبل أن يسبقني التجار، فلما سمع العباس بن المطلب ذلك، حتى وقف إلى جنبي وأنا في خيمة من خيام التجار، وقال فقلت: أعينوني على جمع مالي في حديثه: أبو العباس العباس وهو كالمرأة الوالهة فقال: ويحك يا حجاج! ما تقول؟ قال: فقلت: أكاتم أنت علي خبري؟ وقال فأتاني الهاشمي في حديثه: فقال: حجاج! ما هذا الذي جئت به؟ قال: قلت: وهل عندك حفظ لما يوضع عندك؟ قال: نعم. قال: استأخر حتى ألقاك على خلاء فإني في جمع مالي كما ترى، وقال يا في حديثه: وقلت: أبو العباس صفية بنت حيي، وقال فالبث عني شيئا يخفف موضعي، فانصرف عني حتى إذا فرغت من كل شيء وأجمعت أمري على الخروج لقيته فقلت: احفظ علي حديثي فإني أخشى الطلب، قال: أفعل قال: إني والله تركت ابن أخيك عروسا على ابنة ملكهم في حديثه: أبو العباس خيبر، وخلفته عروسا على ابنة ملكهم وما جئتكم إلا مسلما. وقال خلفت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فتح الهاشمي في حديثه: خيبر ونقل ما كان فيها وساق وصارت له ولأصحابه. وقال ولقد افتتح في حديثه: أبو العباس قال فاكتم الخبر ثلاثا حتى أعجز القوم ثم أشعه فإنه والله الحق. الهاشمي في حديثه: العباس الحلة وتخلق ثم أخذ عصاه وخرج يطوف بالبيت، فلما رأته قريش قالت: يا هذا والله التجلد لحر المصيبة، قال: كلا ومن حلفتم به، لقد افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا الفضل خيبر فنزل عروسا على ابنة ملكهم، قالوا: ومن جاءك بهذا الخبر؟ قال: قلت: الذي جاءكم بما جاءكم ولقد دخل عليكم مسلما وأخذ ماله وانطلق فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم يصحبه ويكون معه، قالوا: أفلت عدو الله، أما والله لو علمنا لكان لنا وله شأن، قال: ولم يلبثوا أن جاءهم الخبر. فاكتم علي ثلاثا، وما جئت إلا لأخذ مالي فرقا من أن أغلب عليه، فإذا مضت ثالثة فأظهر أمرك، والأمر والله على ما تحب، قال: فلما كان اليوم الثالث لبس
وقال هارون في حديثه، قال صالح، قال حدثنا محمد بن حميد جرير، عن شيخ، قال: العباس يوم خيبر أن النبي صلى الله عليه وسلم حي أعتق غلامه الذي خبره، وقال في رواية أخرى: فلما سمع بذلك أراد أن يقوم فلم يقدر، ودعا بابن له يقال له قثم، وكان شبيها برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يرتجز وينشد، ولأعداء الله يقول:
ابني قثم ذو الأنف الأشم
[ ص: 121 ]شبيه ذي الكرم برغم من رغم
نبي ذي النعم
وقال هارون في حديث آخر: حدثنا عن أبو مسلم، عن علي بن المديني، زيد بن عياض بن جعدة، قال: خيبر خرج الحجاج بن علاط السلمي إلى مكة وقد أسلم ليأخذ مالا له عند امرأته، وكان مكثرا له من ماله معادن الذهب بأرض سليم، وذكر كلام الحجاج بطوله، وبلغ العباس فأراد النهوض فلم يقدر، وأمر بباب الدار ففتح ثم دعا غلامه أبا رافع فقال: انطلق إلى الحجاج فقل له: إن الله أعلى وأجل من أن يكون الذي تبلغ حقا، فأبلغه وأشار إليه، قال لأبي الفضل عندي ما تسر به، فرجع فلم يستطع أن يكتم الخبر فرحا، فقام إليه العباس فقبل ما بين عينيه. فقال ولما فتح الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم هارون في حديثه: أخبرنا أبو الفضل الربعي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن أيوب، عن عن إبراهيم بن سعيد، محمد بن إسحاق، قال: كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم حنين من أهل بيته سبعة ثامنهم مولى لهم: العباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، والفضل بن العباس وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وزيد بن حارثة، وأسامة بن زيد، وعقيل بن أبي طالب، وثامنهم أيمن بن أم أيمن، وكان العباس آخذا بعنان بغلة النبي صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان آخذا بثفرها، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من هذا يا عم؟ فقال له العباس: أخوك وابن عمك أبو سفيان بن الحارث. قال: نعم أخي وخير أهلي. وقال العباس في ذلك اليوم:
نصرنا رسول الله في الحرب سبعة وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا
وثامننا لاقى الحمام بنفسه لما مسه في الله لا يتوجع
وقولي إذا ما الفضل شد بسيفه على القوم أخرى يا بني فيرجعوا