الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
عبد الملك يوجه نظر الحجاج إلى إسرافه ورد الحجاج عليه  

حدثنا محمد بن الحسن بن دريد، قال: أخبرنا أبو حاتم، قال: أخبرنا أبو عبية، قال: لما قتل الحجاج ابن الأشعث وصفت له العراق قدم قيسا واتسع له في إنفاق الأموال، فكتب إليه عبد الملك: أما بعد، فقد بلغ أمير المؤمنين أنك تنفق في اليوم ما لا ينفق أمير المؤمنين في الأسبوع، وتنفق في الأسبوع ما لا ينفقه أمير المؤمنين في الشهر، عليك بتقوى الله في الأمر كله وكن لوعيده تخشى وتضرع، ووفر خراج المسلمين وفيأهم، وكن لهم حصنا يجير ويمنع، فكتب إليه الحجاج:


لعمري لقد جاء الرسول بكتبكم قراطيس تملى ثم تطوى فتطبع     كتاب أتاني فيه لين وغلظة
وذكرت والذكرى لذي اللب تنفع

[ ص: 135 ]

وكانت أمور تعتريني كثيرة     فأرضخ أو أعتل حينا فأمنع
إذا كنت سوطا من عذاب عليهم     ولم يك عندي في المنافع مطمع
أيرضى بذاك الناس أم يسخطونه     أم أحمد فيهم أم ألام فأقدع
وكانت بلادا جئتها حيث جئتها     بها كل نيران العداوة تلمع
فقاسيت فيها ما علمت ولم أزل     أصارع حتى كدت بالموت أصرع
فكم أرجفوا من رجفة قد سمعتها     ولو كان غيري طار مما يروع
وكنت إذا هموا بإحدى هناتهم     حسرت لهم رأسي ولا أتقنع
فلو لم يذد عني صناديد منهم     تقسم أعضائي ذئاب وأضبع

فكتب إليه عبد الملك: اعمل برأيك.

التالي السابق


الخدمات العلمية