حدثنا محمد بن الحسن بن دريد، قال: أخبرنا العباس بن الفرج الرياشي، قال: أخبرنا محمد بن سلام، قال كان بالمدينة فتى من بني أمية من ولد سعيد بن عثمان بن عفان وكان يختلف إلى قينة لبعض قريش، وكان طريرا ظريفا، وكانت الجارية تحبه ولا يعلم بحبها، فأراد يوما أن يشكو ذلك، فقال لبعض إخوانه: امض بنا إلى فلانة، وانطلقا فدخلا إليها وتوافى فتيان من قريش والأنصار، فلما جلست مجلسها واحتجرت بمزهرها، قال الأموي تغنين:
أحبكم حبا بكل جوارحي فهل لكم علم بما لكم عندي وتجزون بالود المضاعف مثله
فإن الكريم من جزى الود بالود
للذي ودنا المودة بالضع ف وفضل البادي به لا يجازى
لو بدا بنا لكم ملأ الأر ض وأقطار شامها والحجازا
أنت عذر الفتى إذا هتك الست ر وإن كان يوسف المعصوما
من يقم في هواك يقصر عن اللو م وإما زال كان ملوما
قد تمنيت جنة الخلد بالجه د فأدخلتها بلا استئهال
ثم أخرجت إذ تطعمت بالنع مة منها والموت أحمد حالي
قال: وبلغ أبا حازم فقال: لو محب في الله عز وجل يبلغ في الحب هذا المبلغ فهو ولي.