أنا خيركم بيتا، وخيركم نفسا
حدثنا إبراهيم بن محمد بن علي بن بطحا في آخرين، واللفظ لإبراهيم، حدثنا حدثنا علي بن حرب الطائي، أبو فضيل، عن عن يزيد بن أبي زياد، عبد الله بن الحارث، عن عبد المطلب بن ربيعة: محمد كمثل نبت في كبا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أيها الناس! من أنا؟ قالوا: أنت رسول الله، قال: أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب - ما سمعناه أسمى قبلها - إن الله تعالى خلق خلقه فجعلني من خير خلقه، ثم فرقهم فرقتين فجعلني من خير الفرقتين، ثم جعلهم قبائل فجعلني من خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتا فجعلني من خيرهم بيتا، فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا ". " أن ناسا من الأنصار قالوا: يا رسول الله! إنا نسمع من قومك حتى يقول القائل منهم: إنما مثل
قال القاضي: قد أبان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الخبر ما فضله الله تعالى به على العالمين، وأرغم به أعداءه الضالين المكذبين، ولقد شرفه الله تعالى بفضله على سائر المسلمين، وكرمه بأن ختم به النبيين، ورفع درجته في عليين، فهناه الله ما أعطاه، وزاده فيما منحه وأولاه، وتابع لديه مواهبه وعطاياه، وأسعدنا بشفاعته يوم نلقاه، وكافأه عنا وحاطه وأجزل مثوبته، ورفع في أعلى عليين منزلته، بما أداه إلينا من رسالته، وأفاضه علينا من نصيحته، وعلمناه من كتابه وحكمته.
قال ومعنى قول من قال: نبت في كبا، الكبا بالقصر: المزبلة، والكباء بالمد: العود والبخور، المرقش الأصغر:
في كل يوم لها مقطرة فيها كباء معد وحميم
والمقطرة: هي التي يجعل فيها القطر فيتبخر به، والقطر: العود الذي بمبخرته كما قال امرؤ القيس:كأن المدام وصوب الغمام وريح الخزامى ونشر القطر
يعل به برد أنيابها إذا طرب الطائر المستحر
[ ص: 232 ]