حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، أستاذ الهروي ، قال: حدثني ، قال: حدثنا علي بن سهل محمد بن المغيرة النوفلي ، قال: حدثنا يحيى بن حكمة المقوم ، قال: حدثنا ، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: تذاكروا أي بيت من الشعر أحسن، قال: فقال رجل: علي بن زيد أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم:
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد
ما سمعت بيت شعر أحسن من قولتعليق عروضي
قال القاضي : قوله من اسمه، يروى على وجهين: أحدهما من إسمه على همزة مقطوعة لإقامة الوزن، وقد جاء مثله في الشعر، كما قال الشاعر:
بأبي إمرؤ الشام بيني وبينه أتتني ببشرى برده ورسائله
وقال الآخر:
إلا لا أرى إثنين أكرم شيمة على حدثان الدهر مني ومن جمل
وقال آخر:
إذا جاوز الإثنين سر فإنه ببث وتكثير الوشاة قمين
ويروى ألا كل سر جاوز اثنين إنه، فعلى هذه الرواية لا شاهد فيه، والوجه الثاني في رواية البيت: وشق له من اسمه على الوصل وترك القطع إقرارا له على أصله في إخراجه عن قياسه، فإذا روي هكذا فهو على الزحاف وزحافه حذف خامس جزئه الثاني مفاعي لن، فيصير مفاعلن ويسمى هذا الزحاف القبض، وقد يقع الزحاف في هذا الخبر بإسقاط سابعه، وهو نون مفاعي لن ويسمى الكف، والقبض في هذا أحسن الزحافين عند الخليل، والكف أحسنهما عند الأخفش، وهذان الزحافان يتعاقبان ولا يجتمعان.