حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر الأزدي ، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قال: حدثني أحمد بن محمد الأزدي ، قال: حدثني حامد بن أحمد بن أسيد ، قال: أخذت بيد علي بن جبلة يوما فأتينا أبا العتاهية فوجدناه في الحمام، فانتظرناه فلم يلبث أن جاء، فدخل عليه إبراهيم بن مقاتل بن سهل وكان جميلا، فتأمله أبو العتاهية ، وقال متمثلا:
يا حسان الوجوه سوف تموتو ن وتبلى الوجوه تحت التراب
فأقبل على علي بن جبلة، فقال: اكتب:
يا مربي شبابه للتراب سوف يلهو البلى بعطر الشباب
يا ذوي الأوجه الحسان المصونا ت وأجسامها الغضاض الرطاب
أكثروا من نعيمها أو أقلوا سوف تهدونها لعفر التراب
قد تصبك الأيام نصبا صحيحا بفراق الإخوان والأصحاب
قال: فقال لي أبو العتاهية : قل يا حامد ، قلت: معك ومع أبي الحسن؟ فقال: نعم، فقلت:
يا مقيمين رحلوا للذهاب بشفير القبور حط الركاب
نعموا الأوجه الحسان فما صونكموها إلا لعفر التراب
والبسوا ناعم الثياب ففي الحف رة تعرون من جميع الثياب
قد ترون الشباب كيف يموتو ن إذا استنضروا بماء الشباب


