حدثنا محمد بن قاسم الأنباري، قال: حدثنا قال: حدثنا محمد بن المرزبان، أبو عبد [ ص: 41 ] الرحمن الجوهري، قال: حدثنا عبد الله بن الضحاك، قال: أخبرنا عن الهيثم بن عدي، عوانة بن الحارث، قال: لما استخلف وفد الشعراء إليه فأقاموا ببابه أياما لا يؤذن لهم، الرحيل، إذ مر بهم عمر بن عبد العزيز وكان من خطباء أهل رجاء بن حيوة. الشام فلما رآه جرير داخلا على عمر أنشأ يقول:
يا أيها الرجل المرخي عمامته هذا زمانك فاستأذن لنا عمرا
قال: فدخل ولم يذكر من أمرهم شيئا، ثم مر بهم فقال له عدي بن أرطاة، جرير:يا أيها الراكب المزجي مطيته هذا زمانك إني قد مضى زمني
أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه أني لدى الباب كالمصفود في قرن
لا تنس حاجتنا لقيت مغفرة قد طال مكثي عن أهلي وعن وطني
رأيتك يا خير البرية كلها نشرت كتابا جاء بالحق معلما
شرعت لنا دين الهدى بعد جورنا عن الحق لما أصبح الحق مظلما
ونورت بالبرهان أمرا مدنسا وأطفأت بالبرهان نارا تضرما
فمن مبلغ عني النبي محمدا وكل امرئ يجزى بما كان قدما
أقمت سبيل الحق بعد اعوجاجه وكان قديما ركنه قد تهدما
تعالى علوا فوق عرش إلهنا وكان مكان الله أعلى وأعظما
ثم نبهتها فهبت كعابا طفلة ما تبين رجع الكلام
ساعة ثم إنها بعد قالت ويلتا قد عجلت يا ابن الكرام
أعلى غير موعد جئت تسري تتخطى إلي روس النيام
ما تجشمت ما يزين من الأم ر ولا جئت طارقا لخصام
هما دلتاني من ثمانين قامة كما انقض باز أقتم الريش كاسره
فلما استوت رجلاي بالأرض قالتا أحي يرجى أم قتيل نحاذره
ولست بصائم رمضان طوعا ولست بآكل لحم الأضاحي
ولست بزاجر عنسا بكور إلى بطحاء مكة للنجاح
ولست بقائم كالعير يدعو قبيل الصبح حي على الفلاح
ولكني سأشربها شمولا وأسجد عند منبلج الصباح
الله بيني وبين سيدها يفر مني بها وأتبعه
ألا ليتنا نحيا جميعا وإن تمت يوافق في موتي ضريحي ضريحها
فما أنا في طول الحياة براغب إذا قيل قد سوي عليها صفيحها
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا حين الزيارة فارجعي بسلام
إن الذي بعث النبي محمدا جعل الخلافة في الإمام العادل
وسع الخلائق عدله ووفاؤه حتى ارعوى وأقام ميل المائل
إني لأرجو منك خيرا عاجلا والنفس مولعة بحب العاجل
أأذكر الجهد والبلوى التي نزلت أم قد كفاني ما بلغت من خبري
كم باليمامة من شعثاء أرملة ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر
ممن يعدك تكفي فقد والده كالفرخ في العش لم ينهض ولم يطر
يدعوك دعوة ملهوف كأن به خبلا من الجن أو مسا من النشر
خليفة الله ماذا تأمرون بنا لسنا إليكم ولا في دار منتظر
ما زلت بعدك في هم يؤرقني قد طال في الحي إصعادي ومنحدري
لا ينفع الحاضر المجهود بادينا ولا يعود لنا باد على حضر
إنا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا من الخليفة ما نرجو من المطر
نال الخلافة إذ كانت له قدرا كما أتى ربه موسى على قدر
هذي الأرامل قد قضيت حاجتها فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر
الخير ما دمت حيا لا يفارقنا بوركت يا عمر الخيرات من عمر
رأيت رقى الشيطان لا تستفزه وقد كان شيطاني من الجن راقيا