حدثنا محمد بن محمود الخزاعي ، قال : حدثنا علي بن الجهم ، قال : المدينة ، فيتناشدون الشعر ويعرض كل واحد منهم على أصحابه ما أحدث من القول بعد مفارقتهم في الجمعة التي قبلها .
فبينا أنا في جمعة من تلك الجمع ، ودعبل وأبو الشيص وابن أبي فنن يجتمعون والناس يستمعون إنشاد بعضنا بعضا ، أبصرت شابا في أخريات الناس جالسا في زي الأعراب وهيئتهم ، فلما قطعنا الإنشاد قال لنا : قد سمعت إنشادكم منذ اليوم ، فاسمعوا إنشادي ، قلنا : هات ، فأنشدنا : كان الشعراء يجتمعون في كل جمعة في القبة المعروفة بهم في جامع
فحواك عين على نجواك يا مذل حتام لا ينقضي من قولك الخطل فإن أسمج من تشكو إليه هوى
من كان أحسن شيء عنده العذل كأنما جاد مغناه فغيره
دموعنا يوم بانوا وهي تنمهل ولو ترانا وإياهم وموقفنا
في موقف البين لاستهلالنا زجل من حرقة أطاعتها فرقة أسرت
قلبا ومن عذل في نحره غزل وقد طوى الشوق في أحشائنا بقر
عين طوتهن في أحشائها الكلل
تغاير الشعر فيه إذ سهرت له حتى ظننت قوافيه ستقتتل
دمن ألم بها فقال سلام كم جل عقد ضميره الإلمام
قدك اتئب أربيت في الغلواء كم تعذلون وأنتم سجرائي
تغاير الشعر فيه إذ سهرت له حتى ظننت قوافيه ستقتتل