الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
صفة الوليد بن يزيد وبعض شعره

حدثنا محمد بن الحسن بن دريد ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن عمه ، قال : أخبرني مروان بن أبي حفصة ، قال : قال لي هارون أمير المؤمنين : هل رأيت الوليد بن يزيد ؟ قال : قلت : نعم ، قال : صفه لي . قال : فذهبت أتحرج ، فقال : إن أمير المؤمنين لا يكره ما تقول فقل ، فقلت : كان من أجمل الناس وأشعرهم وأشدهم ، قال : أتروي من شعره شيئا ؟ قلت : نعم ، ودخلت عليه مع عمومتي ولي جمة فينانة . فجعل يقول بالقضيب فيها ويقول : يا غلام ! هل ولدتك سكر ؟ " أم ولد كانت لمروان بن الحكم ، زوجها أبا حفصة " فقلت : نعم ،  فسمعته يقول أنشد عمومتي :


ليت هاشما عاش حتى يرى محلبه الأوفر قد أترعا     كلنا له الصاع التي كالها
وما ظلمناه بها آصعا     وما أتينا ذاك عن بدعة
أحلها القرآن لي أجمعا

قال : فأمر هارون بكتابتها فكتبت .

[ ص: 328 ] قال القاضي : جمة فينانة معناها الوافرة الجثلة ، وقول الوليد في شعره : محلبه الأوفر : يعني : الإناء الذي يحلب فيه بكسر ميمه ، أجراه في بابه الأعم في الأواني والأدوات ، كالمخرف والمكتل والمرجل والمقطع والمخيط والمبضع ، فأما المتطبب به الذي تغلظ فيه العامة ، فيقولون : المحلب فهو المحلب بفتح الميم مثل المندل ، وهو العود .

التالي السابق


الخدمات العلمية