الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
المجلس السادس والأربعون

قصة مقتل أمية بن خلف  

حدثنا محمد بن القاسم الأنباري ، قال : حدثني أبي ، عن أبي الفضل العباس بن ميمون ، عن يعقوب بن محمد الزهري ، عن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن جده عبد الرحمن بن عوف ، قال : كنت أعرف بعبد عمرو فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن ، فلما كان يوم بدر سلبت أربع أدرع من دروع المشركين وأقبلت بهن ، فمر بي أمية بن خلف وابنه علي ، فناداني أمية : يا عبد عمرو ! فلم أجبه ، فقال : يا عبد الرحمن ! قلت : وما شأنك ؟ قال : أنا وابني خير لك من هذه الأدرع ، فألقيتهن وأقبلت بهما ، فبصر بهما بلال فأقبل بسيفه ، وقال : أمية رأس الكفر ؟ الحمد لله الذي أمكنني منك ، فقلت : يا بلال ! كانت معي والله أربع أدرع وألقيتهن واعتمدت على هذين ، فلا تفجعني بهما .

فأقبل يريدهما فقلت : تنح يا ابن السوداء ، وقام إلى قوم من الأنصار ، فقال : معاشر المسلمين ! أمية رأس الكفر وابنه ، فأقبلوا بالسيوف إليهما ، فما ملكوني من أمرهما شيئا ، فضرب علي ضربة فطنت ساقه ، فصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط ، ثم حملوا فذففوا عليهما . فكان عبد الرحمن يقول : رحم الله بلالا ، فجعني بأسيري وذهبت أدراعي .

معنى ذففوا : أجهزوا ، قال أبو بكر : قال أبي : قال العباس : فحدثت بهذا الحديث ابن عائشة ، فقال لي : حدثني أبي أن شاعرا من المسلمين مدح بلالا لما فعل ذلك ، فقال :


هنيئا زادك الرحمن خيرا فقد أدركت ثأرك يا بلال     فما نكسا وجدت ولا جبانا
غداة تنوشك الأسل الطوال



التالي السابق


الخدمات العلمية