حدثنا قال : حدثنا محمد بن يحيى الصولي ، قال : حرم المبرد ، محمد بن عبد الله القيان ، وكتب إليه أحمد بن عبد السلام الخزاعي رقعة ولم يترجمها ودسها في رقاع المتظلمين ، فيها :
عرفات الأمير أيده الل هـ بطول التوفيق والتسديد فرقت بيننا وبين مدل
وعجاب ومنصف وفريد كم قلوب قد أحرقت في صدور
ودموع قد أقرحت من خدود
حسن رأي الأمير في العشاق وفر الحب بامتناع التلاق
خاف أن تحدث الملال سلوا فتلافي الهوى ببعض الفراق
وأغض اللقاء ما كان منه من تناء وبعد طول اشتياق
شجر غرسه كريه ولكن يجتنى غبه لذيذ المذاق
قال القاضي : قد قال الناس في تضاعيف وفي تسهيل الفراق ، واستحبابه لوفور الاستمتاع بالأوبة والاتفاق ، فأكثروا ، وإن كان أكثرهم يعلل نفسه ويرضيها بما لو خلي وما يختاره لم يرضه لها ، لم نبن كتابنا هذا على استقصاء أنواعه ، واستيفاء الأبواب فيه ، فنجمع ذلك ونستوعبه ، وهو يأتي في هذه المجالس متفرقا بحسب ما يحضرنا ، ويخرج لنا ، وبالله توفيقنا ، وبمشيئته وحسن معرفته نرجو أن تجري مقاصدنا ومتصرفاتنا . الالتذاذ بالتلاقي بعد الفراق ،