الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الالتذاذ بالتلاقي بعد الفراق

حدثنا محمد بن يحيى الصولي ، قال : حدثنا المبرد ، قال : حرم محمد بن عبد الله القيان ، وكتب إليه أحمد بن عبد السلام الخزاعي رقعة ولم يترجمها ودسها في رقاع المتظلمين ، فيها :


عرفات الأمير أيده الل هـ بطول التوفيق والتسديد     فرقت بيننا وبين مدل
وعجاب ومنصف وفريد     كم قلوب قد أحرقت في صدور
ودموع قد أقرحت من خدود

فوقع محمد بن عبد الله بن طاهر في رقعته :


حسن رأي الأمير في العشاق     وفر الحب بامتناع التلاق
خاف أن تحدث الملال سلوا     فتلافي الهوى ببعض الفراق
وأغض اللقاء ما كان منه     من تناء وبعد طول اشتياق
شجر غرسه كريه ولكن     يجتنى غبه لذيذ المذاق



قال القاضي : قد قال الناس في تضاعيف الالتذاذ بالتلاقي بعد الفراق ،  وفي تسهيل الفراق ، واستحبابه لوفور الاستمتاع بالأوبة والاتفاق ، فأكثروا ، وإن كان أكثرهم يعلل نفسه ويرضيها بما لو خلي وما يختاره لم يرضه لها ، لم نبن كتابنا هذا على استقصاء أنواعه ، واستيفاء الأبواب فيه ، فنجمع ذلك ونستوعبه ، وهو يأتي في هذه المجالس متفرقا بحسب ما يحضرنا ، ويخرج لنا ، وبالله توفيقنا ، وبمشيئته وحسن معرفته نرجو أن تجري مقاصدنا ومتصرفاتنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية