يستحيي من النهر
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، قال : حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القاضي ، قال : حدثنا يحيى بن صالح الوحاصي ، قال : حدثنا عن إسماعيل بن عياش ، عن صفوان بن عمرو ، شريح بن عبيد الحضرمي ، عن كعب الأحبار .
بني إسرائيل أتى فاحشة فدخل نهرا يغتسل فيه ، فناداه الماء : يا فلان ألا تستحي ألم تتب من هذا الذنب ؟ فقلت إنك لا تعود فيه ؟ فخرج من الماء فزعا وهو يقول : لا أعصي الله ، فأتى جبلا فيه اثنا عشر رجلا يعبدون الله فلم يزل معهم حتى تخطوا موضعهم فنزلوا يطلبون الكلأ ، فمروا على ذلك النهر ، فقال الرجل : أما أنا فلست بذاهب معكم ، قالوا له : لم ؟ قال : لأن ثم من قد اطلع مني على خطيئة فأنا أستحيي منه أن يراني ، فتركوه ومضوا ، فناداهم النهر : يا أيها العباد ! ما فعل صاحبكم ؟ قالوا : زعم لنا أن ها هنا من قد اطلع منه على خطيئة [ ص: 362 ] فهو يستحيي منه أن يراه ، قال : يا سبحان الله ! إن بعضكم ليغضب على ولده أو على قراباته ، فإذا تاب ورجع إلى ما يحب أحبه ، وإن صاحبكم قد تاب ورجع إلى ما أحب فأنا أحبه ، فأتوه فأخبروه ، واعبدوا الله على شاطئي . فأخبروه فجاء معهم فأقاموا يعبدون الله زمانا ، ثم إن صاحب الفاحشة توفي ، فناداهم النهر : يا أيها العباد والعبيد الزهاد ! غسلوه من مائي وادفنوه على شاطئي حتى يبعث يوم القيامة من قربي ، ففعلوا به ذلك ، وقالوا : نبيت ليلتنا هذه على قبره نبكي ، فإذا أصبحنا سرنا ، فباتوا على قبره يبكون ، فلما جاء وجه السحر غشيهم النعاس ، فأصبحوا وقد أنبت الله على قبره اثنتي عشرة سروة ، فكان أول سرو أنبته الله تعالى على وجه الأرض ، فقالوا : ما أنبت هذا الشجر في هذا المكان إلا وقد أحب عبادتنا فيه ، فأقاموا يعبدون الله على قبره ، كلما مات منهم رجل دفنوه إلى جانبه حتى ماتوا بأجمعهم ، قال كعب : فكانت بنو إسرائيل يحجون إلى قبورهم . أن رجلا من