وقد حدثنا الحسن بن علي أبو سعيد البصري ، قال : حدثنا قال : الحسن بن علي بن راشد ، لشريك بن عبد الله : قد تقلد القضاء فقال : ذهبت العرب الذين كانوا إذا غضبوا كفروا ، وقد كان نوح بن دراج ، لنوح بن دراج في العلم والمعرفة والفهم منزلة معروفة ، لا ينكرها ذو معرفة ، وقد كان استدرك بعض ما أغفله رجل من علماء القضاة ، حتى قال ذلك القاضي :
كادت تزل به من حالق قدم لولا تداركها نوح بن دراج
قيلتصحيح رواية البيت
قال القاضي : رأيت المحدثين يقولون في رواية هذا البيت : لولا تداركها بفتح الراء والكاف ، وهذا خطأ منهم ، لأنه إذا كان على هذا كانت لولا فيه بمعنى التحضيض ، كقولك : يا هذا فعلت كذا ولولا ما فعلت وإلا فعلت ، ولا معنى لذلك ها هنا ، وإنما المراد لولا التي تؤذن بامتناع الشيء الوجود غيره ، كقولك لولا أنت للقيت زيدا ، والصواب إذا أن تروى لولا تداركها بضم الراء والكاف وعلى إعمال المصدر ، والمعنى لولا أن تداركها ، كقول الله تعالى : لولا أن تداركه نعمة من ربه ومن قصد هذا المعنى فقد أخطأ بحذفه الموصول وإبقائه الصلة .