الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
شعر مكتوب على حائط

حدثنا محمد بن القاسم الأنباري أبو بكر ، حدثنا أبو علي العنزي الحسن بن عليل ، قال : حدثنا علي بن الحسين الدرهمي ، قال : كنا عند محمد بن عبيد الطنافسي ، فقال : قرأت على حائط بالحيرة منذ أربعين سنة :


إن البلية أن تحب ولا يحبك من تحبه     فيصد عنك بوجهه
وتلح أنت فلا تغبه     أقلل زيارتك الصدي
ق يراك كالثوب استجده     إن الصديق يمله
ألا يزال يراك عنده

 قال أبو بكر : هذا مما لا يعاب فيه الشاعر .

قال القاضي أبو الفرج : في هذا الشعر موضعان فيهما قوله " يراك " ، وذاك أن وجه الكلام يرك بالجزم ، لأنه جواب الأمر ، وهو قوله : أقلل ، ولو أنشد يراك على من يقول هو يراني كما قال الشاعر :


أري عيني ما لم ترأياه     كلانا عالم بالترهات

لكان جيدا وزحافه جائزا ، وما " يزال " فإنه لم يحذف فيه الألف ، على رده إلى الأصل في التقدير ، وله نظائر في الكلام وقد قرأ بعض القراء في غير موضع من القرآن على هذه اللغة ، وقد ذكرنا في بعض مجالس كتابنا من هذا الباب ، وما أتى فيه من شواهد الشعر ما لا طائل في إعادته ، وروينا هذا لأبيات عمن ذكر أن الشافعي تمثل بها ، وأما الوجه الآخر فإن منه ما قد جاء مثله ، وهو من عيوب الشعر المعروفة ومنه ما لا يجوز البتة .

التالي السابق


الخدمات العلمية