المجلس الثامن والخمسون
خطبة رضي الله عنه لعمر
أخبرنا المعافى بن زكريا قال حدثنا ابن أبي داود عبد الله بن سليمان في شعبان سنة ست عشرة وثمانمائة إملاء من لفظه بتلقين ابنه إياه قال حدثنا أبي معمر قال حدثنا المسيب بن واضح عن أبو إسحاق الفزاري عن سعيد الجريري أبي نضرة عن قال : خطبنا أبي فراس رضي الله عنه فقال في خطبته : أيها الناس إنما كنا نعرفكم إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ، وكان ينزل عليه الوحي وإذ ينبئنا الله تعالى من أخباركم ، ألا فقد مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي ، وإنما نعرفكم بما نقول لكم : من أظهر منكم خيرا ظننا به خيرا وأحببناه على ذلك ، ومن أظهر منكم شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه . أسراركم فيما بينكم وبين الله تعالى . ولقد عمر بن الخطاب وقد خيل إلي أن أناسا يقرأون القرآن يريدون به ما عند الناس ، ألا فأريدوا الله بقراءتكم وأعمالكم ألا وإني لم أبعث عليكم عمالا ليضربوا أبشاركم ولا ليأكلوا أموالكم . ولكن بعثتم ليحجزوا بينكم ويقسموا فيكم فيئكم ، فمن كانت له قبل أحد منهم مظلمة فليقم . فما قام أحد غير رجل واحد فقال : يا أمير المؤمنين إن عاملك ضربني مائة سوط ، فسأله أتى علي زمان وما أرى أحدا يقرأ القرآن يريد به إلا ما عند الله تعالى ، عمر لم ضربه فاعتل له ، فقال له عمر : قم فاستقد منه ، فقام فقال : يا أمير المؤمنين إنك إن تفتح هذا على عمالك كبر عليهم وكانت سنة يأخذ بها من بعدك ، فقال عمرو بن العاص عمر : أن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أقاد من نفسه ، قم فاستقد منه ، فقال له أو فدعنا إذن فلنرضه ، قال : دونكم فأرضوه . فافتدوا منه بمائة دينار ، قال قلنا عمرو بن العاص : لعطاء يعين وكيف ابن عجلان : قال : أقبل من منى يزور البيت حتى إذا كان في بعض الطريق عرض له إنسان ، فكره أن يوطئه فضربه بمخصرته ، فلما طاف بالبيت وصلى قال : يا أيها الناس إني أقبلت من أقص رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه؟ منى فعرض لي إنسان فضربته بمخصرتي ، فإن كان في الناس فليقم . فقام رجل فقال له : أنا ، فقال له رسول لله صلى الله عليه وسلم : استقد فقال : بل أعفو يا رسول الله .