الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
عافية بن يزيد القاضي

حدثنا محمد بن الحسن بن زياد المقري قال حدثنا داود بن وسيم البوشنجي ببوشنج قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله عن عمه عبد الملك بن قريب الأصمعي أنه قال : كنت عند الرشيد يوما فرفع إليه في قاض كان استقضاه هو يقال له عافية ، فكثر عليه فأمر بإحضاره فأحضر ، وكان في مجلسه جمع كثير ، فجعل أمير المؤمنين يخاطبه ويوقفه على ما رفع فيه ، وطال المجلس ، ثم إن أمير المؤمنين عطس فشمته من كان بالحضرة من قرب منه سواه فإنه لم يشمته ، فقال له الرشيد : ما بالك لم تشمتني كما فعل القوم ، فقال له عافية لأنك يا أمير المؤمنين لم تحمد الله عز وجل فلذلك لم أشمتك هذا النبي صلى الله عليه وسلم عطس عنده رجلان فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر  فقال : يا رسول الله ما بالك شمت ذاك ولم تشمتني؟ فقال : إن هذا حمد الله تعالى فشمتناه ، وأنت فلم تحمده فلم أشمتك ، فقال له الرشيد : ارجع إلى عملك ، أنت لم تسامح في عطسة ، تسامح في غيرها؟ وصرفه منصرفا جميلا .

قال أبو بكر : هذا عافية بن يزيد الأودي قلده المهدي القضاء وأشرك بينه وبين محمد بن عبد الله بن علاثة الكلابي ، قال أبو بكر فأخبرنا عبد الله بن الحسن الخزاعي عن علي بن الجعد قال : رأيت محمد بن عبد الله وعافية بن يزيد وقد أشرك المهدي بينهما في القضاء يقضيان جميعا .

التالي السابق


الخدمات العلمية