عافية بن يزيد القاضي
حدثنا محمد بن الحسن بن زياد المقري قال حدثنا داود بن وسيم البوشنجي ببوشنج قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله عن عمه عبد الملك بن قريب الأصمعي أنه قال : كنت عند الرشيد يوما فرفع إليه في قاض كان استقضاه هو يقال له فكثر عليه فأمر بإحضاره فأحضر ، وكان في مجلسه جمع كثير ، فجعل أمير المؤمنين يخاطبه ويوقفه على ما رفع فيه ، وطال المجلس ، ثم إن أمير المؤمنين عطس فشمته من كان بالحضرة من قرب منه سواه فإنه لم يشمته ، فقال له عافية ، الرشيد : ما بالك لم تشمتني كما فعل القوم ، فقال له لأنك يا أمير المؤمنين لم تحمد الله عز وجل فلذلك لم أشمتك هذا عافية فقال : يا رسول الله ما بالك شمت ذاك ولم تشمتني؟ فقال : إن هذا حمد الله تعالى فشمتناه ، وأنت فلم تحمده فلم أشمتك ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم عطس عنده رجلان فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر الرشيد : ارجع إلى عملك ، أنت لم تسامح في عطسة ، تسامح في غيرها؟ وصرفه منصرفا جميلا .
قال أبو بكر : هذا عافية بن يزيد الأودي قلده المهدي القضاء وأشرك بينه وبين محمد بن عبد الله بن علاثة الكلابي ، قال أبو بكر فأخبرنا عبد الله بن الحسن الخزاعي عن قال : رأيت علي بن الجعد محمد بن عبد الله وعافية بن يزيد وقد أشرك المهدي بينهما في القضاء يقضيان جميعا .