الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
شروح وتعليقات

قال القاضي : قوله : تحن حنين الأمة ، الحنين : البكاء ، وقيل صوت البكاء ،  كما قال الشاعر :


فلا تبكوا علي ولا تحنوا بقول الإثم إن الإثم حوب

وأما تمثل هشام بالبيت الذي ذكرناه فإنه لعبدة بن الطبيب قاله في قيس بن عاصم يرثيه في شعر له وهو :


عليك سلام الله قيس بن عاصم     ورحمته ما شاء أن يترحما

[ ص: 455 ]

تحية من أسديته منك نعمة     إذا زار عن شحط بلادك سلما
فما كان قيس هلكه هلك واحد     ولكنه بنيان قوم تهدما

ويروى : هلك واحد ، رفعا ونصبا ، فمن نصب فعلى أنه خبر كان ، وجعل قوله هلكة بدلا من قيس ، البدل المعروف بالاشتمال لاشتماله على المعنى ، كقولك أعجبني عبد الله علمه؛ المعنى : أعجبني علم عبد الله .

قال الله تعالى : يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه المعنى : يسألونك عن قتال في الشهر الحرام .  ومن هذا النوع قول الأعشى بهجو الحارث بن وعلة :


لعمرك ما أشبهت وعلة في الندى     شمائله ولا أباه المجالدا

المعنى : شمائل وعلة؛ والبدل في الكلام له أقسام وفروع وأحكام ، والكوفيون يعبرون عن هذا الباب بالتكرير والترجمة والاتباع ، ولبسطه وشرحه موضع هو أولى به ، وقد ذكرناه في غير موضع من كتبنا وضمنا طرفا منه في كتابنا المسمى الشافي في طهارة الرجلين .

التالي السابق


الخدمات العلمية