حدثنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني، قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي، قال: حدثنا قعنب، قال: قال سعيد بن سلم: لما ولى المنصور معن بن زائدة أذربيجان قصده قوم من أهل الكوفة، فلما صاروا ببابه استأذنوا عليه فدخل الآذن فقال: أصلح الله الأمير بالباب وفد من أهل العراق، قال: من أي العراق؟ قال: من الكوفة، قال: ائذن لهم، فدخلوا عليه فنظر إليهم معن في هيئة زرية، فوثب على أريكته وأنشأ يقول:
إذا نوبة نابت صديقك فاغتنم مرمتها فالدهر بالناس قلب فأحسن ثوبيك الذي هو لابس
وأفره مهريك الذي هو يركب وبادر بمعروف إذا كنت قادرا
زوال اقتدار أو غنى عنك يعقب
وللنفس تارات تحل بها العرى وتسخو عن المال النفوس الشحائح
إذا المرء لم ينفعك حيا فنفعه أقل إذا ضمت عليه الصفائح
لأية حال يمنع المرء ماله غدا فغدا والموت غاد ورائح