الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
تفسير ألفاظ وردت في الخبر السابق

قال القاضي رحمه الله : الغضا الغتم ، وقال ابن دريد القرعوش ولد البختية وهو لا ينجب ولا ينفع ، والطمطماني : الأعجم ، والأطوم : الذي لا يفهم ولا يفهم . وإنما أخذ من جلد الأطوم وهي دابة من دواب البحر صلبة الجلد ، وقال قوم : هي السلحفاة .

قال القاضي : في السلحفاة لغتان سلحفاة وسلحفية . وقوله : جهوة قرد : يريد دبره وما والاه ، وكذلك هو كل ذي أربع ، وربما استعمل في الناس . وقوله : قشر بصرها فالبصر قشر أعلى كل شيء . وقوله : قاشها أي نزا عليها ، والترمز التحرك ، والمشائط : الواحد مشياط وهو الذي يسرع إليه السمن ، والمباقط المتفرقة ، يقال بقط هذا أي فرقه ، والعمارط الواحد عمروط وهو الذي لا يرى شيئا إلا اختلسه وهو اللص ، والوأي : الوعد ، والترمز : التحرك؛ روي عن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال : كان رجل من بني تميم خليعا يقال له عمير بن مالك فمرض فحضر نساء الحي يعدنه ، فأطلن الجلوس فقال :

[ ص: 537 ]

لقل غناء عن عمير بن مالك ترمز استاه النساء العوائد

فقمن وقلن : لا شفاه الله . وقوله : فاكبأن عبد الملك أي تداخل بعضه في بعض ، قال الشاعر .


فلم يكبئنوا إذ رأوني وأقبلت     علي وجوه كالسيوف تهلل

وقوله : تضاءلت أي تصاغرت ، والأقطار : النواحي ، وقوله : أجاءك أي اضطرك وأصله من المجيء تقول جاء زيد وأجاءه غيره مثل صار وأصار إليه غيره . ومنه فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة كأنه جاء بها إليه . قال القاضي : وفي تفسير ابن دريد غريب هذا الخبر في موضع آخر : المباقط أي المتفرق من الماشية ، وهو مما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابه لأكيدر لا تعد فاردتكم ، ولا ترد قاصيتكم ، والمشائط : واحدتها مشياط وهي الناقة السريعة السمن ، يريد أنه يأخذ المشائط في الصدقة ، وهذا مما نهي عنه أيضا من قوله صلى الله عليه وسلم : لا تأخذوا حزرات أنفس الناس ،  يريد خيار أموالهم ، والعمروط : اللص يقال لص ولص .

التالي السابق


الخدمات العلمية