إسماعيل الديلمي اشتهى حلوى
حدثنا محمد بن مخلد بن حفص العطار قال حدثنا حامد بن محمد بن الحكم بن عبد الرحمن أبو محمد قال حدثنا كردان قال إسماعيل الديلمي : اشتهيت حلوى وأبلغت شهوته إلي ، فخرجت من المسجد بالليل لأبول فإذا جنبتي الطريق أخاوين حلوى ، فنوديت يا إسماعيل هذا الذي اشتهيت وإن تركه خير لك ، فتركته؛ قال ابن مخلد : وقد كتبت أنا عن كردان وكان يكون في قنطرة بني زريق ، وقد رأيت إسماعيل الديلمي فكان ما شئت من رجل ، رأيته عند أبي جعفر بن إشكاب . قال لي
قال القاضي : إسماعيل الديلمي هذا من خيار المسلمين ، والناس يزورون قبره ، وقبره وراء قبر بينهما قبور يسيرة ، وهو بينه وبين المسجد المعروف بمسجد الخضر وقد زرته مرارا . وحدثني بعض شيوخنا من أهل العلم أنه كان حافظا للحديث كثير السماع وأنه كان يذاكر بسبعين ألف حديث . معروف الكرخي ،
خوان وأخونة
قال القاضي : قوله : أخاوين حلوى يقال لما يجعل عليه الطعام قبل جعله خوان فإذا جعل الطعام عليه فهو مائدة ، فإذا رفع الطعام عنه عاد إلى تسميته خوانا . وزعم بعضهم أن المائدة إنما تسمى بهذا الاسم إذا خف ما عليها من الطعام لأنها حينئذ تميد . وزعم أنه بمنزلة الفراء المهدى يرجع إذا كان فارغا إلى اسمه الأول فيقال : طبق وقناع ومثله عنده الكأس تسمى كأسا إذا كان فيها الشراب ، فإذا أخذت منه رجعت إلى اسمها؛ وقال بعض أهل اللغة : الخوان بالكسر كلام العرب ، وهو خوان بالضم باللسان الفارسي .
[ ص: 542 ] وروي لنا عن الكسر والضم في الخوان من كلام العرب ، وجمعه أخاوين مثل سوار وأساوير ويجمع السوار أيضا أسورة وأساورة ، والهاء في أساورة عوض من الياء في أساوير . وذكر نحو هذا الفراء في زنديق وزنادقة وفرزان وفرازنة . سيبويه
وقال إسوار وأسورة في قوله تعالى : الأخفش فلولا ألقي عليه أسورة لأنه جمع أسوار وأسورة وقال بعضهم أساورة فجعله جمعا للأسورة وأراد أساوير ، والله أعلم ، فجعل الهاء عوضا من الياء التي في أساوير .
قال القاضي : وقد قال الله جل ذكره : وحلوا أساور من فضة ، وقال تعالى : يحلون فيها من أساور من ذهب فأتى الجمع هاهنا على أساور . وحكى ثعلب أن قال : أسورة جماعة سوار للذي في اليد يضم ويكسر بلا ألف وجمعه أسورة ، ويجوز أن يكون أساورة جمع أسورة كما قيل في الأسقية أساق ، والأسوار والإسوار الرامي . وقد قيل في سوار اليد إنه يجوز فيه إسوار وأسوار ، فيجوز على هذه اللغة أن تكون أساورة جمعه . وقال الفراء في كتابه في المعاني : من قرأ أساورة جعل واحدها أسوارا ، ومن قرأ سورة فواحدها سوار وقد تكون الأساورة جمع أسورة ، كما يقال في جمع الأسقية النحويين : في واحد أساور لغتان : ضم السين وكسرها ، وهو على القياس ، لأن جمع فعال وفعال أفعلة ، فأما أسوار بمعنى سوار فليس بصحيح في القياس ، فإن كانت لغة فهي شاذة ، ولا يكون جمعه أسورة لأن أفعالا لا يجمع على أفعلة وإنما الأسوار على أفعال فارسية معربة ، وهو اسم الفارس بالفارسية وليس باسم الرامي كما زعم الفراء وجمعه أساوير وأساور بياء وبلا ياء ، وأساورة بالهاء عوضا عن الياء . وليست أساورة مثل أساق لأن أساقي لا هاء فيها فهي مثل أساور . الفراء .
قال القاضي : وهذا القول أشبه القولين عندي بالصواب .