الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
خداش ومذهب الخداشية

حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال أخبرنا عبد الأول عن ابن أبي خالد قال : كان خداش صاحب الخداشية يفسد قوما من أهل الدعوة برأيه ، وهو رأي الخرمية ، إباحة المحارم ،  وكان ممن رأى هذا الرأي مالك بن الهيثم والحريش بن سليم الأعجمي ، وكان خداش يقول لهم : لا صوم ولا صلاة ولا حج ، ويقول : إنما تأويل الصوم أن يصام عن ذكر الإمام ولا يباح باسمه لأحد ، والصلاة الدعاء للإمام وذكره وطاعته ، الحج أن تحجوا الإمام أي تقصدوه فإنه ليس في الحج إلى الكعبة درك ، ولا في ترك الأكل والشرب للصائم منفعة ، ولا في الركوع والسجود طائل ، فلا ينبغي أن تمتنعوا مما تحبون من طعام أو شراب أو جماع أو غير ذلك في كل حين ، ولا جناح عليكم فيه ، ويتأول لهم من القرآن قوله عز وجل : ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما [ ص: 564 ] اتقوا وآمنوا وكان خداش نصرانيا بالكوفة ثم أسلم ولحق بخراسان وهو الذي يقول فيه الشاعر :


تفرقت الظباء على خداش فما يدري خداش ما يصيد

قال القاضي رحمه الله : وقد كان المنصور عند خروج من خرج عليه ونهضوا لمحاربته تمثل بهذا البيت عند إخبار بعض المخبرين له عنهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية