حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال أخبرنا عبد الأول عن قال : كان ابن أبي خالد خداش صاحب الخداشية يفسد قوما من أهل الدعوة برأيه ، وهو الخرمية ، إباحة المحارم ، وكان ممن رأى هذا الرأي رأي مالك بن الهيثم والحريش بن سليم الأعجمي ، وكان خداش يقول لهم : لا صوم ولا صلاة ولا حج ، ويقول : إنما تأويل الصوم أن يصام عن ذكر الإمام ولا يباح باسمه لأحد ، والصلاة الدعاء للإمام وذكره وطاعته ، الحج أن تحجوا الإمام أي تقصدوه فإنه ليس في الحج إلى الكعبة درك ، ولا في ترك الأكل والشرب للصائم منفعة ، ولا في الركوع والسجود طائل ، فلا ينبغي أن تمتنعوا مما تحبون من طعام أو شراب أو جماع أو غير ذلك في كل حين ، ولا جناح عليكم فيه ، ويتأول لهم من القرآن قوله عز وجل : ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما [ ص: 564 ] اتقوا وآمنوا وكان خداش نصرانيا بالكوفة ثم أسلم ولحق بخراسان وهو الذي يقول فيه الشاعر :
تفرقت الظباء على خداش فما يدري خداش ما يصيد
قال القاضي رحمه الله : وقد كان المنصور عند خروج من خرج عليه ونهضوا لمحاربته تمثل بهذا البيت عند إخبار بعض المخبرين له عنهم .