حدثنا عبد الله بن منصور الحارثي قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال: أنشدني ابن أبي دلف قول ابن أبي فنن في أبيه أبي دلف:
ما لي وما لك قد كلفتني شططا حمل السلاح وقول الدارعين قف أمن رجال المنايا خلتني رجلا
أمسي وأصبح مشتاقا إلى التلف تسعى المنايا إلى غيري فأكرهها
فكيف أسعى إليها عاري الكتف يا هل حسبت سواد الليل غيرني
وأن روحي في جنبي أبي دلف
قال: فبعث إليه أبو دلف بخمسمائة دينار، فقلت له: هلا فعل أبوك كما فعل أبو البختري القاضي؟ قال: وما فعل؟ قلت: روي لنا أن رجلا باذ الهيئة دخل على قوم وهم على شراب لهم فحطوا مرتبته في الشراب فقال:
نبيذان في مجلس واحد لإيثار مثر على مقتر
ولو كنت تفعل ذا في الطعام لزمت قياسك في المسكر
ولو كنت تسلك سبل الكرام سلكت سبيل أبي البختري
تتبع إخوانه في البلاد فأغنى المقل عن المكثر
قال: فبعث إليه أبو البختري بألف دينار.
قال القاضي: وفي غير هذه الرواية قبل البيت الأول من هذه الأبيات:
تأمل قبيح الذي جئته تجده خلوف فم الأبخر
وهذا من قبيح الهجاء، وفيه مبالغة في الذم عجيبة. وأنشدنا في هذا المعنى:
رأيت نبيذين في مجلس فقلت لساق لنا ما السبب
فقال الذي نحن في بيته يفضل قوما بسوء الأدب
[ ص: 653 ]