حدثنا أحمد بن العباس العسكري قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: حدثني عبد الرحمن بن حمزة اللخمي قال: حدثنا أبو علي الحرمازي قال: دخل هشام البختري في ناس من مخزوم على رضي الله عنه فقال له: يا عمر بن الخطاب هشام أنشدني شعرك في فأنشده فقال: قصرت في البكاء على خالد بن الوليد، رحمه الله، إن كان ليحب أن يذل الشرك وأهله، وإن كان الشامت به لمتعرضا لمقت الله. ثم قال أبي سليمان عمر رضي الله عنه: قاتل الله أخا بني تميم ما أشعره.
فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد فما عيش من قد عاش بعدي بنافع
ولا موت من قد مات يوما بمخلدي
ويروى: " ولا موت من قد مات قبلي ". ثم قال: رحم الله أبا سليمان ما عند الله خير له مما كان فيه، ولقد مات فقيدا وعاش حميدا، ولكن رأيت الدهر ليس يقاتل.
قال القاضي: لقد أحسن رضوان الله عليه الثناء على عمر بن الخطاب رحمه الله على تشعث قد كان بينهما، فلم يثنه عن معرفة حقه وصحبته وصلة رحمه، خالد بن الوليد
[ ص: 674 ] وكان ابن خالته. وقد كان الصحابة، رضوان الله عليهم، ربما عرض فيما بينهم بعض العتب وبعض ما يوحش الإخوان فلا يخرجهم ذلك عن الولاية إلى العداوة.