الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
شعر ابن البختري في خالد بن الوليد  

حدثنا أحمد بن العباس العسكري قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال: حدثني عبد الرحمن بن حمزة اللخمي قال: حدثنا أبو علي الحرمازي قال: دخل هشام البختري في ناس من مخزوم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له: يا هشام أنشدني شعرك في خالد بن الوليد، فأنشده فقال: قصرت في البكاء على أبي سليمان رحمه الله، إن كان ليحب أن يذل الشرك وأهله، وإن كان الشامت به لمتعرضا لمقت الله. ثم قال عمر رضي الله عنه: قاتل الله أخا بني تميم ما أشعره.


فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد     فما عيش من قد عاش بعدي بنافع
ولا موت من قد مات يوما بمخلدي



ويروى: " ولا موت من قد مات قبلي ". ثم قال: رحم الله أبا سليمان ما عند الله خير له مما كان فيه، ولقد مات فقيدا وعاش حميدا، ولكن رأيت الدهر ليس يقاتل.

قال القاضي: لقد أحسن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه الثناء على خالد بن الوليد رحمه الله على تشعث قد كان بينهما، فلم يثنه عن معرفة حقه وصحبته وصلة رحمه،

[ ص: 674 ] وكان ابن خالته. وقد كان الصحابة، رضوان الله عليهم، ربما عرض فيما بينهم بعض العتب وبعض ما يوحش الإخوان فلا يخرجهم ذلك عن الولاية إلى العداوة.

التالي السابق


الخدمات العلمية