الأصمعي والجارية
حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا محمد بن القاسم بن خلاد قال، قال دخلت على الأصمعي: جعفر بن يحيى بن خالد يوما من الأيام فقال لي: يا أصمعي هل لك من زوجة؟ قلت: لا، قال: فجارية؟ قلت: جارية للمهنة، قال: فهل لك أن أهب لك جارية نظيفة؟ قلت: إني لمحتاج إلى ذلك، فأمر بإخراج جارية إلى مجلسه، فخرجت جارية في غاية الحسن والجمال والهيئة والظرف، فقال لها: قد وهبتك لهذا. وقال لي: يا [ ص: 687 ] خذها، فشكرته؛ وبكت الجارية وقالت: يا سيدي تدفعني إلى هذا الشيخ مع ما أرى من سماجته وقبح منظره؟! وجزعت جزعا شديدا، فقال: يا أصمعي هل لك أن أعوضك منها ألف دينار؟ قلت: ما أكره ذلك. فأمر لي بألف دينار ودخلت الجارية، فقال لي: يا أصمعي: إني أنكرت على هذه الجارية أمرا فأردت عقوبتها بك، ثم رحمتها منك. فقلت: أيها الأمير فألا أعلمتني قبل ذلك؟ فإني لم آتك حتى سرحت لحيتي وأصلحت عمتي، ولو عرفت الخبر لحضرت على هيئة خلقتي، فوالله لو رأتني كذلك لما عاودت شيئا تكرهه منها أبدا ما بقيت. أصمعي