قال أبو عبد الله بن عرفة: وقد تمثل بهذا البيت الحسن بن قحطبة حين هم أبو جعفر المنصور بالبيعة للمهدي أبي عبد الله، فدخل عليه الحسن بن قحطبة فقال: يا أمير المؤمنين! ما تنتظر بالفتى المقبل المبارك، جدد له البيعة فما أحد ممتنع وراء هذا الستر، ومن أبى فهذا سيفي، وبلغ الخبر عيسى بن موسى، فقال: والله لئن ظفرت به لأشرب البارد، وبلغ الحسن بن قحطبة الخبر والمنصور فدخل الحسن ابن قحطبة على المنصور وعنده عيسى بن موسى، فتمثل المنصور بقول جرير:
[ ص: 97 ]
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبشر بطول سلامة يا مربع
مربع رجل من بني جعفر بن كلاب، كان يروي شعر جرير فنذر الفرزدق دمه، فقال جرير:زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبشر بطول سلامة يا مربع
إن الفرزدق قد تبين لؤمه حيث التقى حششاؤه والأخدع
وقول جرير: حيث التقى حششاؤه، الحشاشاوان: هما العظمان الناشزان وراء الأذنين، والواحد حششاء وهما لغتان إحداهما هذه مثل فعلاء، والأخرى حشاء على فعلاء مثل قسطاس وفسطاط من الصحيح، وكذلك قوياء وليس في الأسماء على هذا الوزن غيرهما.
وأما فعلى فقد حكى الفراء ويعقوب وغيرهما فيه ثلاثة أحرف، وحكى غيرهما فيه رابعا وخامسا وسادسا، فأما الأحرف الثلاثة فأدمى اسم مكان، وأربى من أسماء الداهية، كما قال الشارع:
هي الأربى جاءت بأم حبوكرى
وشعبى اسم بلدة، قال جرير:أعبدا حل في شعبى غريبا ألؤما لا أبا لك واغترابا
حدثنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد، قال: أخبرنا ثعلب، قال: جاءت حروف لم يأت بها يعقوب ولا الفراء، أتى بها أبو عمرو الشيباني وابن الأعرابي، وهي: جمدى اسم موضع وجسقى اسم بلد، وجبنى اسم جبل.


