الحسن من الموت جزع
حدثنا محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثنا محمد بن علي المدائني قال: حدثنا أبو الفضل الهاشمي الربعي قال: حدثني أحمد بن يعقوب قال: حدثني المفضل بن غسان بن [ ص: 700 ] الفضل بن عبد الرحمن الغلابي قال: حدثني علي بن إبراهيم المطبخي قال: سمعت أبا عبد الرحمن بن عيسى بن مسلم الحنفي أخا قارئ أهل الكوفة قال: لما حضرت سليم بن عيسى الحسن بن علي عليهما السلام الوفاة كأنه جزع عند الموت، فقال له الحسين صلوات الله عليه كأنه يعزيه: يا أخي ما هذا الجزع؟ إنك ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى علي صلوات الله عليه، وهما أبواك، وعلى خديجة وفاطمة وهما أماك، وعلى القاسم والطاهر وهما خالاك، وعلى حمزة وجعفر وهما عماك، فقال الحسن عليه السلام: أي أخي إني أدخل في أمر من أمر الله لم أدخل في مثله، وأرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قط، قال: فبكى الحسين صلى الله عليه.
قال القاضي: وهم ملائكته وأصفياؤه وأنبياؤه، وقد قال جل ثناؤه في صفة من ذكر من ملائكته المقربين إنهم: أشد الناس خشية لله جل وعلا أعظمهم طاعة له وأجدهم في عبادته، عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون وقال: والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون . اللهم اجعلنا ممن يخلص عبادتك، ويؤثر طاعتك، ويستشعر خوفك ورهبتك، وارزقنا من خشيتك ما يحجز بيننا وبين معصيتك، ويفضي بنا إلى الأمن من عذابك وأليم عقابك، وهب لنا من رجاء عفوك ما يوافق مرضاتك، ويؤدي إلى تحقيق ما نرجوه من مغفرتك وسعة رحمتك، وعدل رجاءنا وخوفنا، واعصمنا فيهما من العلو والغلو والتقصير والسمو، ولا تكلنا إلى أنفسنا، وأعنا على عدوك وعدونا، إنا إليك راغبون وبك معتصمون، يا أرحم الراحمين.