ومن ذلك:
السر
يحتمل أنها لطيفة مودعة في القالب كالأرواح وأصولهم تقتضي أنها محل المشاهدة كما أن الأرواح محل للمحبة والقلوب محل للمعارف.
وقالوا: وعند القوم على موجب مواصفاتهم ومقتضى أصولهم السر ألطف من الروح والروح أشرف من القلب ويقولون الأسرار معتقة عن رق الأخبار من الآثار والأطلال ويطلق لفظ السر على ما يكون مصونا مكتوما بين العبد والحق سبحانه في الأحوال وعليه يحمل قول من قال: أسرارنا بكر لم يفتضها وهم واهم، ويقولون: صدور الأحرار قبور الأسرار، وقالوا: لو عرف زري سري لطرحته، فهذا طرف من تفسير إطلاقاتهم وبيان عباراتهم فيما انفردوا به من ألفاظ ذكرناها على شرط الإيجاز، ونذكر الآن أبوابا في شرح المقامات التي هي مدراج أرباب السلوك ثم بعدها أبوابا في تفصيل الأحوال على الحد الذي يسهله الله بفضله إن شاء الله تعالى. السر مالك عليه إشراف وسر السر ما لا اطلاع عليه لغير الحق
[ ص: 207 ]