أخبرنا ، قال : أخبرنا علي بن أحمد الأهوازي ، قال : حدثنا أحمد بن عبيد البصري ابن أبي قماش ، قال : حدثنا محمد بن صالح بن النطاح ، قال : حدثنا نعيم بن مورع بن توبة ، عن عن إسماعيل المكي ، عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه وإنما يصير إلى أربعة أذرع وشبر وإنما يرجع الأمر إلى آخره " ابن عباس
قال الأستاذ : الحرية أن لا يكون العبد تحت رق المخلوقات ولا يجرى عليه سلطان المكونات وعلامة صحته : سقوط التمييز عن تنبيه بين الأشياء فيتساوى شدة أخطار الأعراض ،
قال حارثة رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم عزفت نفسي عن الدنيا فاستوى عندي حجرها وذهبها ،
سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق رحمه الله تعالى يقول : من دخل الدنيا وهو عنها حر ارتحل إلى الآخرة وهو عنها حر ،
سمعت يقول : سمعت محمد بن الحسين أبا محمد المراغي ، يحكي عن عن الدقي ، الدقاق ، أنه كان يقول : من كان في الدنيا حرا منها كان في الآخرة حرا منها قال الأستاذ : واعلم أن فإذا صدقت لله تعالى عبوديته خلصت عن رق الأغيار حريته [ ص: 372 ] فأما من توهم أن العبد يسلم له أن يخلع وقتا عذار العبودية ويحيد بلحظة عن حد الأمر والنهي وهو مميز في دار التكليف فذلك انسلاخ من الدين قال الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم : حقيقة الحرية في كمال العبودية واعبد ربك حتى يأتيك اليقين يعني الأجل وعليه أجمع المفسرون أن الذي أشار إليه القوم من الحرية هو أن لا يكون العبد بقلبه تحت رق شيء من المخلوقات لا من أعراض الدنيا ولا من أعراض الآخرة فيكون فرد الفرد لم يسترقه عاجل دنيا ولا حاصل هوى ولا آجل منى ولا سؤال ولا قصد ولا أرب ولا حظ وقيل ألا تعلم أنه رحمن فقال : بلى ولكن منذ عرفت رحمته ما سألته أن يرحمني ومقام الحرية عزيز ، للشبلي :
سمعت الشيخ أبا علي رحمه الله تعالى يقول كان أبو العباس السياري يقول : لو صحت صلاة بغير قرآن لصحت بهذا البيت :
أتمنى على الزمان محالا أن ترى مقلتاي طلعة حر
وأما أقاويل المشايخ في الحرية فقال الحسين بن منصور من أراد الحرية فليصل العبودية ،وسئل عمن لم يبق عليه من الدنيا إلا مقدار مص نواة فقال : المكاتب عبد ما بقي عليه درهم ، الجنيد
سمعت الشيخ يقول : سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول : سمعت أبا بكر الرازي أبا عمر الأنماطي يقول : سمعت يقول إنك لا تصل إلى صريح الحرية وعليك من حقيقة عبوديته بقية وقال الجنيد من أراد أن يذوق طعم الحرية ويستريح من العبودية فليطهر السريرة بينه وبين الله تعالى وقال بشر الحافي : الحسين بن منصور إذا استوفى العبد كلها يصير حرا من تعب [ ص: 373 ] العبودية فيترسم بالعبودية بلا عناء ولا كلفه ذلك مقام الأنبياء والصديقين يعني يصير محمولا لا يلحقه بقلبه مشقة وإن كان متحليا بها شرعا أنشدنا الشيخ مقامات العبودية أبو عبد الرحمن قال : أنشدنا قال : أنشدني أبو بكر الرازي منصور الفقيه لنفسه :
لما بقي في الأنس حر لا ولا في الجن حر
قد مضى حر الفريقين فحلو العيش مر
سمعت الشيخ أبا علي الدقاق يقول أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام : إذا رأيت لي طالبا فكن له خادما وقال صلى الله عليه وسلم : سيد القوم خادمهم ،
سمعت يقول : سمعت محمد بن الحسين محمد بن إبراهيم بن الفضل يقول : سمعت محمد بن الرومي يقول : سمعت يقول : أبناء الدنيا تخدمهم الإماء والعبيد وأبناء الآخرة تخدمهم الأحرار والأبرار ، يحيى بن معاذ
وسمعته يقول : سمعت عبد الله بن عثمان بن يحيى يقول : سمعت علي بن محمد المصري يقول : سمعت يوسف بن موسى يقول : سمعت ابن خيبق يقول : سمعت محمد بن عبد الله يقول : سمعت يقول : إن الحر الكريم يخرج من الدنيا قبل أن يخرج منها وقال إبراهيم بن أدهم : لا تصحب إلا حرا كريما يسمع ولا يتكلم ، [ ص: 374 ] إبراهيم بن أدهم