فصل
وكل مريد بقي في قلبه لشيء من عروض الدنيا مقدار وخطر؛ فاسم الإرادة له مجاز، وإذا بقي في قلبه اختيار فيما يخرج عنه من معلومه فيريد أن يخص به نوعا من أنواع البر، أو شخصا دون شخص فهو متكلف في حاله، وبالخطر أن يعود سريعا إلى الدنيا؛ لأن قصد المريد في حذف العلائق الخروج منها لا السعي في أعمال البر.
وقبيح بالمريد أن يخرج من معلومه من رأس ماله وقنيته، ثم يكون أسير حرفة، وينبغي أن يستوي عنده وجود ذلك وعدمه؛ حتى لا ينافر لأجله فقيرا، ولا يضايق به أحدا ولو مجوسيا.