فصل
لأنهم ينتفعون به، وهو ينتقص بهم، قال الله تعالى: ومن شأن المريد التباعد عن أبناء الدنيا؛ فإن صحبتهم سم مجرب، ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا .
وأن الزهاد يخرجون المال عن الكيس؛ تقربا إلى الله -تعالى-، وأهل الصفاء يخرجون الخلق والمعارف من القلب؛ تحققا بالله تعالى.
قال الأستاذ الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري : فهذه وصيتنا إلى المريدين، نسأل الله الكريم لهم التوفيق، وأن لا يجعلها وبالا علينا.
وقد نجز لنا إملاء هذه الرسالة في أوائل سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة، نسأل الله الكريم أن لا يجعلها حجة علينا ووبالا، بل تكون لنا وسيلة ونوالا، إن الفضل منه مألوف، وهو بالعفو موصوف.