وأخبرنا الشيخ رحمه الله تعالى قال: سمعت أبو عبد الرحمن السلمي عبد الواحد بن [ ص: 27 ] بكر يقول: سمعت هلال بن أحمد يقول: سئل عن التوحيد فقال: أبو علي الروذباري لقوله تعالى: التوحيد استقامة القلب بإثبات مفارقة التعطيل وإنكار التشبيه والتوحيد في كلمة واحدة : كل ما صوره الأوهام والأفكار فالله سبحانه بخلافه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
وقال الجنة باقية بإبقائه، وذكره لك ورحمته ومحبته لك باق ببقائه، فشتان بين ما هو باق ببقائه، وبين ما هو باق بإبقائه، وهذا الذي قاله الشيخ أبو القاسم النصراباذي هو غاية التحقيق، فإن أهل الحق قالوا: صفات ذات القديم سبحانه باقيات ببقائه تعالى، فنبه على هذه المسألة وبين أن الباقي باق ببقائه بخلاف ما قاله مخالفو أهل الحق فخالفوا الحق. أبو القاسم النصراباذي:
أخبرنا قال: سمعت محمد بن الحسين يقول: أنت متردد بين صفات الفعل وصفات الذات وكلاهما صفته تعالى على الحقيقة، فإذا هيمك في مقام التفرقة قرنك بصفات فعله، وإذا بلغت إلى مقام الجمع قرنك بصفات ذاته. النصراباذي
كان شيخ وقته. وأبو القاسم النصراباذي
سمعت الأستاذ الإمام أبا إسحاق الإسفرايني رحمه الله يقول: لما قدمت من بغداد كنت أدرس في جامع نيسابور مسألة الروح وأشرح القول في أنها مخلوقة، وكان قاعدا متباعدا عنا يصغي إلى كلامي فاجتاز بنا بعد ذلك يوما بأيام قلائل، فقال: أبو القاسم النصراباذي لمحمد الفراء: أشهد أني أسلمت جديدا على يد هذا الرجل، وأشار إلي.
سمعت يقول: سمعت محمد بن الحسين السلمي أبا حسين الفارسي يقول: سمعت إبراهيم بن فاتك يقول: سمعت يقول: متى يتصل من لا شبيه له ولا نظير له بمن له [ ص: 28 ] شبيه ونظير ؟! هيهات ، هذا ظن عجب إلا بما لطف اللطيف من حيث لا دراك ولا وهم ولا إحاطة إلا إشارة اليقين وتحقيق الإيمان. الجنيد
وأخبرنا رحمه الله تعالى قال: سمعت محمد بن الحسين عبد الواحد بن بكر يقول: حدثني أحمد بن محمد بن علي البردعي قال: حدثنا طاهر بن إسماعيل الرازي قال: قيل أخبرني عن الله عز وجل فقال: الله واحد. ليحيى بن معاذ:
فقيل له: كيف هو؟ فقال: ملك قادر.
فقيل: أين هو؟ فقال: هو بالمرصاد.
فقال السائل: لم أسألك عن هذا؟
فقال: ما كان غير هذا كان صفة المخلوق، فأما صفته فما أخبرتك عنه.
وأخبرنا قال: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: كل ما توهمه متوهم بالجهل أنه كذلك فالعقل يدل على أنه بخلافه. أبا علي الروذباري
وسأل ابن شاهين عن معنى مع ، فقال: مع على معنيين: مع الأنبياء بالنصرة والكلاءة ، قال الله تعالى: الجنيد إنني معكما أسمع وأرى ومع العامة بالعلم والإحاطة؛ قال الله تعالى: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم فقال ابن شاهين: مثلك يصلح أن يكون دالا للأمة على الله.
وسئل عن ذو النون المصري الرحمن على العرش استوى [ ص: 29 ] فقال: أثبت ذاته ونفى مكانه، فهو موجود بذاته، والأشياء موجودة بحكمه كما شاء سبحانه. قوله تعالى:
وسئل عن قوله تعالى: الشبلي الرحمن على العرش استوى فقال: الرحمن لم يزل والعرش محدث، والعرش بالرحمن استوى. وسئل جعفر بن نصير عن قوله تعالى: الرحمن على العرش استوى فقال: استوى علمه بكل شيء ، فليس شيء أقرب إليه من شيء.
وقال جعفر الصادق: من زعم أن الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك، إذ لو كان على شيء لكان محمولا، ولو كان في شيء لكان محصورا، ولو كان من شيء لكان محدثا.
وقال جعفر الصادق أيضا في قوله: ثم دنا فتدلى من توهم أنه بنفسه دنا جعل ثم مسافة، إنما التداني أنه كلما قرب منه بعده عن أنواع المعارف؛ إذ لا دنو ولا بعد.
ورأيت بخط الأستاذ أنه قيل لصوفي أين الله؟ فقال: أسحقك الله! تطلب مع العين أين؟ أخبرنا الشيخ أبي علي قال: سمعت أبو عبد الرحمن السلمي أبا العباس بن الخشاب البغدادي يقول: سمعت أبا القاسم بن موسى يقول: سمعت يقول: سمعت محمد بن أحمد الأنصاري يقول: سمعت يقول: حقيقة القرب فقد حس الأشياء من القلب وهدوء الضمير إلى الله تعالى. الخراز
سمعت يقول: سمعت محمد بن الحسين محمد بن علي الحافظ يقول: سمعت أبا معاذ [ ص: 30 ] القزويني يقول: سمعت أبا علي الدلال يقول: سمعت أبا عبد الله بن قهرمان يقول: سمعت إبراهيم الخواص يقول: انتهيت إلى رجل وقد صرعه الشيطان، فجعلت أؤذن في أذنه فناداني الشيطان من جوفه دعني أقتله؛ فإنه يقول: القرآن مخلوق.
وقال إن الله تعالى لما خلق الأحرف جعلها سرا له فلما خلق ابن عطاء: آدم عليه السلام بث فيه ذلك السر ، ولم يبث ذلك السر في أحد من ملائكته، فجرت الأحرف على لسان آدم عليه السلام بفنون الجريان وفنون اللغات، فجعلها الله صورا لها صرح القول بأن ابن عطاء الحروف مخلوقة.
وقال إن الحرف لسان فعل لا لسان ذات، لأنها فعل في مفعول. سهل بن عبد الله:
قال: وهذا أيضا تصريح بأن الحروف مخلوقة.