الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنهم أبو بكر محمد بن موسى الواسطي ، خراساني الأصل من فرغانة ، صحب الجنيد والنوري ، عالم كبير الشأن ، أقام بمرو  ، ومات بها بعد العشرين وثلاثمائة.

قال الواسطي: الخوف والرجاء زمامان يمنعان من سوء الأدب، وقال: مطالعة الأعواض على الطاعات من نسيان الفضل، وقال الواسطي: إذا أراد الله هوان عبد ألقاه إلى هؤلاء الأنتان والجيف يريد به صحبة الأحداث.

سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا بكر محمد بن عبد العزيز المروزي يقول: سمعت الواسطي رحمه الله يقول: جعلوا سوء أدبهم إخلاصا، وشره نفوسهم انبساطا، ودناءة الهمم جلادة، فعموا عن الطريق وسلكوا فيه المضيق فلا حياة تنمو في شواهدهم ، ولا عبادة تزكو في محاضرتهم، إن نطقوا فبالغضب، وإن خاطبوا فبالكبر، توثب أنفسهم ينبئ عن ضمائرهم، وشرحهم في المأكول يظهر ما في سويداء أسرارهم، قاتلهم الله أنى يؤفكون.

سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق رحمه الله يقول: سمع بعض المراوزة إنسانا صيدلانيا يقول: اجتاز الواسطي يوم جمعة بباب حانوتي قاصدا إلى الجامع فانقطع شسع نعله، فقلت: أيها الشيخ أتأذن لي أن أصلح نعلك؟ فقال: أصلح [ ص: 109 ] فأصلحت شسعه فقال: أتدري لم انقطع شسع نعلي؟ فقلت: حتى تقول، قال: لأني ما اغتسلت للجمعة، فقلت له: يا سيدي ههنا حمام تدخله؟ فقال: نعم فأدخلته الحمام فاغتسل. [ ص: 110 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية