وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم في هو الأول والآخر والظاهر والباطن ) بقوله : " تفسير قوله : ( " فجعل كمال الظهور موجبا لكمال الفوقية ، ولا ريب أنه ظاهر بذاته فوق كل شيء ، والظهور هنا العلو ، ومنه قوله : ( أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء فما اسطاعوا أن يظهروه ) أي : يعلوه ، وقرر هذا المعنى بقوله : " فليس فوقك شيء " أي أنت فوق الأشياء كلها ليس لهذا اللفظ معنى غير ذلك ، ولا يصح أن يحمل الظهور على الغلبة لأنه قابله بقوله : وأنت الباطن .
فهذه الأسماء الأربعة متقابلة : اسمان لأزل الرب تعالى وأبده ، واسمان لعلوه وقربه ، وروى أبو داود بإسناد حسن عنده عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال : " " . أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال : يا رسول الله جهدت الأنفس وضاعت العيال ونهكت الأموال وهلكت المواشي فاستق لنا ربك فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك ، فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ، قال : ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه ، شأن الله أعظم من ذلك ، ويحك أتدري ما الله ؟ إن الله فوق عرشه ، وعرشه فوق سماواته ، وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب
[ ص: 435 ] فتأمل هذا السياق هل يحتمل غير الحقيقة بوجه من الوجوه ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه : " لسعد بن معاذ " ، وقول لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سماوات زينب رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم : " " لا يصح فيه فوقية المجاز أصلا إذ يصير المعنى : زوجني الله حال كونه أفضل من سبع سماوات . زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات
وثبت عن رضي الله عنه أنه مر بعجوز فاستوقفته فوقف يحدثها فقال له رجل : يا أمير المؤمنين ، حبست الناس على هذه العجوز ، فقال : ويحك ، أتدري من هذه ؟ هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات عمر بن الخطاب ، هذه خولة التي أنزل الله فيها ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ) أخرجه الدارمي وغيره .
فسل المعطل هل يصح أن يكون المعنى سمع الله قولها حال كونه خيرا وأفضل من سبع سماوات ؟
وروى أبو القاسم اللالكائي والبيهقي وغيرهما بالإسناد الصحيح عن قال : " ما عبد الله بن مسعود " رواه بين السماء القصوى والدنيا خمسمائة عام ، وبين الكرسي والماء كذلك ، والعرش فوق الماء ، والله فوق العرش ، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم الطبراني وابن المنذر ، وعبد الله بن أحمد وابن عبد البر ، وأبو عمر الطلمنكي ، وهذا تفسير قوله ( وأبو أحمد العسال وهو القاهر فوق عباده ) وروى [ ص: 436 ] عن أبو القاسم الطبراني أيضا قال : " ابن مسعود إن العبد ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتى إذا تيسر له نظر الله إليه من فوق سبع سماوات فيقول للملائكة : اصرفوا عنه ، فإني إن يسرته له أدخلته النار " وإسناده صحيح .
ولم يزل السلف الصالح يطلقون مثل هذه العبارة إطلاقا لا يحتمل غير الحقيقة ، فثبت عن مسروق أنه كان إذا حدث عن عائشة رضي الله عنها يقول : حدثتني الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة من فوق سبع سماوات ، وروى الصديقة بنت عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب كعب قال : قال الله تعالى في التوراة : " أنا الله فوق عبادي ، وعرشي فوق جميع خلقي ، وأنا على عرشي أدبر أمر عبادي ، ولا يخفى علي شيء في السماء ولا في الأرض " ورواه ابن بطة وأبو الشيخ وغيرهما بإسناد صحيح .
وهب أن المعطل يكذب كعبا ويرميه بالتجسيم ، فكيف حدث به عنه هؤلاء الأعلام مثبتين له غير منكرين ؟ وذكر أبو نعيم بإسناد صحيح عن أنه كان يقول خذوا ، ويقرأ ويقول : اسمعوا إلى قول الصادق من فوق عرشه إيمانا بكلامه وعلوه على عرشه ، وصح عن مالك بن دينار في قوله تعالى : ( الضحاك بن مزاحم ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) الآية ، قال : هو فوق العرش وعلمه معهم أينما كانوا ، وصح عن جرير أنه لما قصد عبد الملك ليمدحه قال له : ما جاء بك جرير ؟ قال :
أتى بي لك الله الذي فوق عرشه ونور وإسلام عليك دليل
وفي كتاب العرش أن لابن أبي شيبة داود عليه السلام كان يقول في دعائه : " اللهم أنت ربي تعاليت فوق عرشك ، وجعلت خشيتك على من في السماوات والأرض " وقال البيهقي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن علي الجوهري ، حدثنا إبراهيم ابن الهيثم حدثنا قال : سمعت محمد بن كثير المصيصي يقول : كنا والتابعين متوافرون نقول : إن الله فوق عرشه ، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته ورواته كلهم أئمة ثقات . الأوزاعي[ ص: 437 ] وذكر البيهقي عن مقاتل في قوله تعالى : ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن ) هو الأول قبل كل شيء والآخر بعد كل شيء والظاهر فوق كل شيء والباطن أقرب من كل شيء ، وإنما يعني بالقرب بعلمه وقدرته وهو فوق عرشه ( وهو بكل شيء عليم ) وصح عن أنه قيل له : بم نعرف ربنا ؟ قال بأنه فوق سماواته على عرشه ، ولا نقول كما قالت عبد الله بن المبارك الجهمية : إنا هاهنا ، يعني في الأرض .
وصح عن إمام الأئمة أنه قال : من لم يؤمن بأن الله فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب ، فإن تاب وإلا ضربت عنقه وطرح على مزبلة . رواه محمد بن إسحاق بن خزيمة الحاكم عنه في علوم الحديث والتاريخ .
وقال الإمام محمد بن يسار : بعث الله ملكا من الملائكة إلى نمرود فقال : هل تعلم يا عدو الله كم بين السماء والأرض ؟ قال لا ، قال إن بين الأرض إلى السماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام ، وغلظها مثل ذلك ، إلى أن ذكر حملة العرش ( إلى أن قال ) وفوقهم يبدو العرش عليه ملك الملوك تبارك وتعالى ، أي عدو الله فأنت تطلع إلى ذلك ؟ ! ثم بعث عليه البعوضة فقتلته ، رواه أبو الشيخ في كتاب العظمة .
وقصة أبي يوسف مشهورة في استتابته لما أنكر أن يكون الله فوق العرش ( رواها لبشر المريسي وغيره ) عبد الرحمن بن أبي حاتم وبشر لم ينكر أن الله أفضل من العرش وإنما أنكر ما أنكرته المعطلة أن ذاته تعالى فوق العرش ، وروى في الصفات الدارقطني وعبد الله بن أحمد في السنة بإسناد صحيح عن أبي الحسن بن العطار قال : سمعت محمد بن مصعب العابد يقول : من زعم أنك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك ، أشهد أنك فوق العرش فوق سبع سماوات ، ليس كما يقول أعداؤك الزنادقة .
وفي وصية : أنه أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، فذكر الوصية ( إلى أن قال فيها ) والقرآن كلام الله غير مخلوق ، وأنه يرى في الآخرة عيانا ، ينظر إليه المؤمنون وشك ويسمعون كلامه ، وأنه تعالى فوق عرشه ، ذكره الشافعي الحاكم والبيهقي في مناقب . الشافعي
وقال : السنة التي أنا عليها ورأيت أهل الحديث عليها ، مثل الشافعي سفيان ومالك وغيرهما ، الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، إلى أن قال : وإن ، وينزل على سماء الدنيا كيف شاء ، ذكره الله [ ص: 438 ] فوق عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء الحافظ عبد الغني في كتاب اعتقاد . الشافعي
وقال حنبل : قلت لأبي عبد الله : ما معنى قوله تعالى : ( وهو معكم ) ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) قال : بعلمه محيط بالكل وربنا على العرش بلا حد ولا صفة ، أراد أحمد بنفي الصفة نفي الكيفية والتشبيه ، وبنفي الحد نفي حد يدركه العباد ويحدونه ، وقال أبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي : سألت أبا حنفية عمن يقول لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض ، قال قد كفر ، لأن الله تعالى يقول ( على العرش استوى ) ولكن لا يدرى العرش في السماء أم في الأرض ، فقال : إذا أنكر أنه في السماء فقد كفر ، وقال مالك : الله في السماء وعلمه في كل مكان ، ذكره الطلمنكي وابن عبد البر وعبد الله بن أحمد وغيرهم .
الرابع عشر : أن هذا اتفاق من أهل الإسلام حكاه غير واحد ، منهم الإمام في نقضه على عثمان ابن سعيد الدارمي ( قال في هذا الكتاب ) قال أهل السنة : إن الله بكماله فوق عرشه ، يعلم ويسمع من فوق العرش ، لا يخفى عليه خافية من خلقه ، وقال المريسي إمام سعيد بن عامر الضبعي أهل البصرة على رأس المائتين ، وذكر عنده الجهمية فقال : هم شر قولا من اليهود والنصارى ، قد ، وقالوا هم : ليس على العرش شيء . اجتمع أهل الأديان من المسلمين وغيرهم على أن الله فوق السماوات على العرش
وقال الإمام الحافظ الزاهد في كتاب الإبانة له : باب الإيمان : بأن الله على عرشه بائن من خلقه وعلمه محيط بخلقه : أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين أن الله على عرشه فوق سماواته بائن من خلقه ، وقال أبو عبد الله بن بطة الحافظ في كتاب الإبانة : وأئمتنا أبو نصر السجزي كالثوري ومالك وابن عيينة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وابن المبارك وفضيل بن عياض وأحمد وإسحاق متفقون على أن الله فوق العرش بذاته وأن علمه بكل مكان .
وقال أبو نعيم الحافظ صاحب الحلية في الاعتقاد الذي ذكر أنه اعتقاد السلف وإجماع الأمة ، قال فيه : وإن الأحاديث التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم في يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل وأن الله بائن من خلقه ، وخلقه بائنون منه ، لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم ، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه . العرش واستواء الله تعالى عليه
[ ص: 439 ] وقال في كتاب الشريعة : الذي يذهب إليه أهل العلم أن الله عز وجل على عرشه فوق سماواته ، وعلمه محيط بكل شيء ، وقد أحاط بجميع ما خلق في السماوات العلى ، وبجميع ما في سبع أرضين . الإمام أبو بكر الآجري
وكذلك نقل أبو الحسن الأشعري . الإجماع على أن الله استوى على عرشه
الخامس عشر : أنه سبحانه لو لم يتصف بفوقية الذات مع أنه قائم بنفسه غير مخالط للعالم لكان متصفا بضدها ، لأن القابل للشيء لا يخلو منه أو من ضده ، وضد الفوقية السفول ، وهو مذموم على الإطلاق ، وهو إبليس وجنوده .
فإن قيل : لا نسلم أنه قابل الفوقية حتى يلزم من نفيها ثبوت ضدها ، قيل لو لم يكن قابلا للفوقية والعلو لم يكن له حقيقة قائمة بنفسها ، فمتى أقررتم بأنه ذات قائم بنفسه غير مخالط للعالم ، وأنه موجود في الخارج ليس وجوده ذهنيا فقط ، بل وجوده خارج الأذهان ، فقد علم العقلاء بالضرورة أن ما كان وجوده خارج الأذهان ، فهو إما في هذا العالم وإما خارج عنه ، وإنكار ذلك إنكار لما هو من أجلى البديهيات ، فلا يستدل على ذلك بدليل إلا كان العلم بالمباينة أوضح منه ، وإذا كان العلو والفوقية صفة كمال لا نقص فيه ولا يستلزم نقصا ولا يوجب محذورا ، ولا يخالف كتابا ولا سنة ولا إجماعا ، فنفي حقيقتها عين الباطل ، فكيف إذا كان لا يمكن الإقرار بوجود الصانع وتصديق رسله والإيمان بكتابه وبما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم إلا بذلك ، فكيف إذا شهدت بذلك العقول السليمة والفطر المستقيمة ، وحكمت به القضايا البديهيات والمقدمات اليقينيات ، فلو لم يقبل العلو والفوقية لكان كل عال على غيره أكمل منه ، فإن ما يقبل العلو أكمل مما لا يقبله .
الوجه السادس عشر : إنه لو كانت فوقيته سبحانه مجازا لا حقيقة لها لم يتصرف في أنواعها وأقسامها ولوازمها ، ولم يتوسع فيها غاية التوسع ، فإن فوقية الرتبة والفضيلة لا يتصرف في تنويعها إلا بما شاكل معناها ، نحو قولنا : هذا خير من هذا وأفضل وأجل وأعلى قيمة ونحو ذلك ، وأما فوقية الذات فإنها تتنوع بحسب معناها ، فيقال فيها استوى وعلا وارتفع ، وصعد ويعرج إليه كذا ويصعد إليه وينزل من عنده ، وهو عال على كذا ورفيع الدرجات ، وترفع إليه الأيدي ، ويجلس على كرسيه ، وأنه يطلع على عباده من فوق سبع سماواته وأن عباده يخافونه من فوقهم ، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا وأنه يبرم القضاء من فوق عرشه ، وأنه دنا من رسوله وعبده لما عرج به إلى فوق [ ص: 440 ] السماوات حتى صار قاب قوسين أو أدنى ، وأن عباده المؤمنين إذا نظروا إليه في الجنة رفعوا رءوسهم ، فهذه لوازم الأنواع كلها ، أنواع فوقية الذات ولوازمها لا أنواع فوقية الفضيلة والمرتبة ، فتأمل هذا الوجه حق التأمل تعلم أن القوم أفسدوا اللغة والفطرة والعقل والشرع .
الوجه السابع عشر : إنه لو كانت فوقية الرب تبارك وتعالى مجازا لا حقيقة لها لكان صدق نفيها أصح من صدق إطلاقها ، ألا ترى أن صحة نفي اسم الأسد عن الرجل الشجاع ، واسم البحر عن الجواد ، واسم الجبل عن الرجل الثابت ونحو ذلك ، أظهر وأصدق من إطلاق تلك الأسماء ، فلو كانت فوقيته واستواؤه وكلامه وسمعه وبصره ووجهه ومحبته ورضاه وغضبه مجازا لكان إطلاق القول بأنه ليس فوق العرش ولا استوى عليه ، ولا هو العلي ولا الرفيع ، ولا هو في السماء ولا ينزل من عنده شيء ولا يصعد إليه شيء ، ولا تكلم ولا أمر ولا نهى ، ولا يسمع ولا يبصر ، ولا له وجه ولا رحمة ، ولا يرضى ولا يغضب أصح من إطلاق ذلك ، وأدنى الأحوال أن يصح النفي كما يصح الإطلاق المجازي ومعلوم قطعا أن إطلاق هذا النفي تكذيب صريح لله ولرسوله ، ولو كانت هذه الإطلاقات إنما هي على سبيل المجاز لم يكن في نفيها محذور ، لا سيما ونفيها عن التنزيه والتعظيم ، وسوغ إطلاق المجاز للوهم الباطل ، بل الكفر والتشبيه والتجسيم ، فهل في الظن السعي بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة والأئمة فوق هذا .
فإن قيل : نحن لا نطلق هذا أدبا مع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .
قيل : الأدب لا يمنع صحة الإطلاق وإن ترك أدبا ، كما إذا قيل : إنا لا نطلق على هذا القاضي المعروف أنه معزول أدبا معه ولا من السلطان إذا مرض أنه مريض أدبا معه ولا على الأمير إنه قد عمي أدبا معه ، فهذا الأدب إنما هو عن إمساك التكلم بهذا اللفظ لا عن صحة إطلاقه فنسألكم هل يصح إطلاق هذا النفي عندكم لغة أو عقلا أم لا ، فإن قلتم إطلاقه يوهم نفي المعنى المجازي فيكون ممتنعا ، قيل فلا يمتنع حينئذ أن تقولوا ليس بمستو على عرشه حقيقة ، ولا هو فوق العالم حقيقة ، ولا القرآن كلامه حقيقة ، ولا هو آمر ولا ناه حقيقة ، ولا هو عالم حي حقيقة ، كما يصح أن يقال : ليس هذا الرجل بأسد حقيقة ، ولا ريب أنكم لا تتحاشون من هذا النفي عن الله ، لكن تمسكون عنه خوف الشناعة ، وهيهات الخلاص لكم منها ، وقد أنكرتم حقائق أسمائه وصفاته .