ذكر باربد فتح مدينة
كان المهدي قد سير ، سنة تسع وخمسين ومائة ، جيشا في البحر ، وعليهم عبد الملك بن شهاب المسمعي إلى بلاد الهند في جمع كثير من الجند والمتطوعة ، وفيهم ، فساروا حتى نزلوا على الربيع بن صبيح باربد ، فلما نازلوها حصروها من نواحيها .
وحرض الناس بعضهم بعضا على الجهاد ، وضايقوا أهلها ، ففتحها الله عليهم هذه السنة عنوة واحتمى أهلها بالبد الذي لهم ، فأحرقه المسلمون عليهم ، فاحترق بعضهم ، وقتل الباقون ، واستشهد من المسلمين بضعة وعشرون رجلا ، وأفاءها الله عليهم .
فهاج عليهم البحر ، فأقاموا إلى أن يطيب ، فأصابهم مرض في أفواههم ، فمات منهم نحو من ألف رجل فيهم ، ثم رجعوا . الربيع بن صبيح
فلما بلغوا ساحلا من فارس يقال له بحر حمران عصفت بهم الريح ليلا ، فانكسر عامة مراكبهم ، فغرق البعض ، ونجا البعض .
قيل : وفيها جعل أبان بن صدقة كاتبا ووزيرا له . لهارون الرشيد
وفيها عزل أبو عون عن خراسان عن سخطة ، واستعمل عليها معاذ بن مسلم .
وفيها غزا ثمامة بن [ الوليد ] العبسي الصائفة ، وغزا الغمر بن العباس الخثعمي بحر الشام .