الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر فتح مدينة باربد

كان المهدي قد سير ، سنة تسع وخمسين ومائة ، جيشا في البحر ، وعليهم عبد الملك بن شهاب المسمعي إلى بلاد الهند في جمع كثير من الجند والمتطوعة ، وفيهم الربيع بن صبيح ، فساروا حتى نزلوا على باربد ، فلما نازلوها حصروها من نواحيها .

وحرض الناس بعضهم بعضا على الجهاد ، وضايقوا أهلها ، ففتحها الله عليهم هذه السنة عنوة واحتمى أهلها بالبد الذي لهم ، فأحرقه المسلمون عليهم ، فاحترق بعضهم ، وقتل الباقون ، واستشهد من المسلمين بضعة وعشرون رجلا ، وأفاءها الله عليهم .

فهاج عليهم البحر ، فأقاموا إلى أن يطيب ، فأصابهم مرض في أفواههم ، فمات منهم نحو من ألف رجل فيهم الربيع بن صبيح ، ثم رجعوا .

فلما بلغوا ساحلا من فارس يقال له بحر حمران عصفت بهم الريح ليلا ، فانكسر عامة مراكبهم ، فغرق البعض ، ونجا البعض .

قيل : وفيها جعل أبان بن صدقة كاتبا لهارون الرشيد ووزيرا له .

وفيها عزل أبو عون عن خراسان عن سخطة ، واستعمل عليها معاذ بن مسلم .

وفيها غزا ثمامة بن [ الوليد ] العبسي الصائفة ، وغزا الغمر بن العباس الخثعمي بحر الشام .

التالي السابق


الخدمات العلمية