ذكر المنصور عليه خلاف عم
وفي هذه السنة أيضا خالف أبو البهار عم المنصور بن يوسف بلكين ، صاحب إفريقية ، عليه لشيء جرى عليه من المنصور لم يحمله له لعزة نفسه ، فسار المنصور إليه بتاهرت ، ففارقها عمه إلى الغرب بمن معه من أهله وأصحابه ، ودخل عسكر المنصور تاهرت فانتهبوها ، ثم طلب أهلها الأمان فأمنهم ، ثم سار في طلب عمه حتى جاوز تاهرت سبع عشرة مرحلة ، ولقي العسكر شدة .
وقصد عمه زيري بن عطية ، صاحب فاس ، فأكرمه ، وأعلى محله ، وبقي جنده يغيرون على نواحي المنصور .
وفي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة قصدوا النواحي المجاورة لفاس ، فأوقعوا بأصحاب المنصور بها واستولوا عليها . ثم ندم أبو البهار ، فسار إلى المنصور معتذرا مما جرى منه ، فقبله المنصور ، وأحسن إليه وأكرمه ، وحمل إليه كل ما يحتاج إليه من مال وغيره .