فصل
وأما المسألة الثالثة : وهي ففي " الصحيحين " : عن موضع صلاته صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح صبيحة ليلة [ ص: 275 ] الوداع ، قالت : ( أم سلمة البيت ، وهو يقرأ ب ( والطور وكتاب مسطور ) ) فهذا يحتمل أن يكون في الفجر وفي غيرها ، وأن يكون في طواف الوداع وغيره ، فنظرنا في ذلك ، فإذا شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي ، فقال : طوفي من وراء الناس وأنت راكبة . قالت : فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ يصلي إلى جنب قد روى في " صحيحه " في هذه القصة البخاري طافت أم سلمة بالبيت ، وأرادت الخروج ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أقيمت صلاة الصبح ، فطوفي على بعيرك والناس يصلون ، ففعلت ذلك ، فلم تصل حتى خرجت ) . وهذا محال قطعا أن يكون يوم النحر فهو طواف الوداع بلا ريب ، فظهر أنه صلى الصبح يومئذ عند أنه صلى الله عليه وسلم لما أراد الخروج ، ولم تكن البيت ، وسمعته يقرأ فيها بالطور . أم سلمة