الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

حاشية الدسوقي على الشرح الكبير

الدسوقي - محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي

صفحة جزء
( و ) كره ( بناء مسجد للكراء ) أي لأخذه ممن يصلي فيه ; لأنه ليس من مكارم الأخلاق والمشهور عدم الجواز . ( و ) كره ( سكنى ) بأهله ( فوقه ) أي المسجد إن بنى المسكن قبل وقفه لا بعده فيحرم كما يأتي له في الموات في قوله ، ومنع عكسه فلا معارضة

التالي السابق


( قوله : لأخذه ) أي لأجل أخذ الكراء ممن يصلي فيه أي ، وأما لو بناه لله ثم قصد أخذ الكراء ممن يصلي فيه فمقتضى النظر منع الأخذ حيث خرج عنه لله تعالى قاله شيخنا ( قوله : والمشهور عدم الجواز إلخ ) عبارة بن لفظ المدونة ، ولا يصلح أن يبني مسجدا ليكريه لمن يصلي فيه أو يكري بيته لمن يصلي فيه ، وأجاز ذلك غيره في البيت أبو الحسن انظر قوله لا يصلح هل هو على الكراهة أو المنع فعلى ما نقل ابن يونس عن سحنون هو على المنع وعلى ما نقل عياض هو على الكراهة ; لأنه قال ليس من مكارم الأخلاق ا هـ لكن عبارات أهل المذهب عدم الجواز كما في ح فعلى المصنف الدرك في مخالفتها . ا هـ كلامه ( قوله : بأهله ) المراد بالأهل الزوجة والأمة وعلة الكراهة إذلال المسجد بوطء أهله فوقه ( قوله : فوقه ) أي المسجد يعني المعد للكراء ; لأنه المحدث عنه وأولى ما بني للصلاة فقط ، ومفهوم بالأهل أن السكنى فوقه بغير الأهل جائزة بالأولى مما ذكره في إحياء الموات من جواز سكنى الرجل المتجرد للعبادة فيه ، ومفهوم فوقه إن السكنى تحته جائزة مطلقا بالأهل وغيره بنى المسجد للكراء أو لغيره ( قوله : إن بنى إلخ ) وذلك بأن نوى حالة بناء المسجد أو قبله بناء محل فوقه للسكنى بالأهل أو بنى علوا وسفلا لنفسه ثم جعل السفل مسجدا لله على التأبيد ، وأبقى الأعلى سكنا بالأهل ( قوله : فلا معارضة ) قال بن أصل الجمع المذكور لابن عبد السلام وارتضاه ح ، وأيده بنقول . ا هـ .

وقال الناصر اللقاني الكراهة هنا محمولة على المنع سواء كان المسجد بني للصلاة أو للكراء كان التحبيس سابقا على السكنى أو كان متأخرا عنها وبهذا الحمل يحصل التوافق بين ما هنا ، وما يأتي في الموات وذكر خش جوابا عن المعارضة بحمل ما هنا من الكراهة على ما إذا كان المسجد متخذا للكراء ، وما يأتي من المنع فهو محمول على ما إذا كان غير متخذ للكراء ; لأن له حرمة على المتخذ للكراء ، ولا فرق فيهما بين كون السكنى بعد التحبيس أو قبله فهذه أجوبة ثلاثة عن المعارضة وقد علمت أن الموافق للنقل ما قاله شارحنا .




الخدمات العلمية